الآية رقم (116-117) - وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ - مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ

هذا ممّا يخاطب الله سبحانه وتعالى به عبده ورسوله عيسى ابن مريم عليه السَّلام قائلاً له يوم القيامة: ﴿أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ﴾ فيكون جواب سيّدنا عيسى عليه السَّلام: ﴿سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ….﴾: إن كان صدر منّي هذا فقد علمتَه يا ربّ، فإنّه لا يخفى عليك شيءٌ، مَا قلته ولا أردته في نفسي، ولا أضمرته.

﴿مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ﴾: أي ما دعوتهم إلّا إلى الّذي أرسلتني به وأمرتني بإبلاغه.

وَإِذْ قالَ اللَّهُ: يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ: تقدم إعراب مثله

أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ: الهمزة للاستفهام. أنت ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.

قُلْتَ لِلنَّاسِ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور بعده والتاء فاعله والجملة في محل رفع خبر

اتَّخِذُونِي: فعل أمر مبني على حذف النون، والنون للوقاية، والواو فاعل والياء مفعول به أول

وَأُمِّي: اسم معطوف على الياء منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء في محل جر بالإضافة

إِلهَيْنِ: مفعول به ثان منصوب بالياء لأنه مثنى.

مِنْ دُونِ: متعلقان بالفعل اتخذوني أو بمحذوف صفة إلهين وجملة اتخذوني مقول القول.

اللَّهُ: لفظ الجلالة مضاف إليه

قالَ سُبْحانَكَ: سبحانك مفعول مطلق والجملة مستأنفة لا محل لها

ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ: ما نافية لا عمل لها يكون مضارع ناقص تعلق الجار والمجرور «لِي» بمحذوف خبره واسمه: المصدر المؤول من أن والفعل أقول بعده، وجملة ما يكون مستأنفة لا محل لها.

ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ: ما اسم موصول في محل نصب مفعول به لأقول ليس فعل ماض ناقص

بِحَقٍّ: الباء حرف جر زائد حق اسم مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس، لي متعلقان بمحذوف حال من حق كان صفة له فلما تقدم عليه صار حالا وجملة ليس صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ: إن حرف شرط جازم. كنت فعل ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمها. قلته فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة خبر كنت.

فَقَدْ عَلِمْتَهُ: الفاء رابطة لجواب الشرط، قد حرف تحقيق علمته فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة في محل جزم جواب الشرط وجملة إن كنت لا محل لها مستأنفة.

تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي: ما اسم موصول في محل نصب مفعول به في نفسي متعلقان بمحذوف صلة الموصول تعلم والجملة تعليلية لا محل لها

وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ: إعرابها كسابقتها تقريبا وهي معطوفة عليها.

إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ: أنت علام مبتدأ وخبر والجملة الاسمية خبر إن والكاف اسمها وجملة إنك تعليلية.

ما قُلْتُ لَهُمْ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور والتاء فاعله، ما نافية لا عمل لها.

إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ: إلا أداة حصر. ما اسم موصول في محل نصب مفعول به. أمرتني فعل ماض مبني على السكون والتاء فاعله، والنون للوقاية، والياء مفعول به والجملة صلة الموصول لا محل لها. به متعلقان بالفعل أمرتني

أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ: أن مفسرة اعبدوا فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، الله لفظ الجلالة مفعوله

رَبِّي وَرَبَّكُمْ: ربي بدل منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء في محل جر بالإضافة وربكم عطف. ويجوز أن تكون

أَنِ: حرف مصدري ونصب. والمصدر المؤول منها ومن الفعل بعدها في محل جر بدل من الهاء في به، أو في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.

وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً: شهيدا خبر كان تعلق به الجار والمجرور قبله والتاء اسمها والجملة معطوفة

ما دُمْتُ فِيهِمْ: فعل ماض ناقص والتاء اسمها وفيهم متعلقان بمحذوف خبرها. وما اسمها بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالإضافة مدة دوامي فيهم.

فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي: الفاء استئنافية. لما ظرفية حينية أو حرف شرط غير جازم توفيتني: فعل ماض وفاعله ومفعوله، والنون للوقاية والجملة في محل جر بالإضافة.

كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ: كان والتاء اسمها والرقيب خبرها الذي تعلق به الجار والمجرور

عَلَيْهِمْ: أنت ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع بدل من التاء، أو ضمير فصل لا محل له، وجملة كنت جواب لما لا محل لها من الإعراب.

وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ: أنت شهيد مبتدأ وخبر تعلق به الجار والمجرور، والجملة مستأنفة أو حالية.

وَإِذْ قالَ اللَّهُ: اذكر إذ يقول له هذا يوم القيامة توبيخاً لقومه.

سُبْحانَكَ: تنزيهاً لك عما لا يليق بك من شريك وغيره.

ما يَكُونُ لِي: ما ينبغي لي أن أتجاوز حقّي وقدري ومنزلتي، ولِي: للتّبيين.

تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي: أي تعلم سرّي وما أخفيه، ولا أعلم ما تخفيه من معلوماتك.

شَهِيداً: رقيباً كالشاهد على المشهود عليه، أمنعهم من أن يقولوا ذلك ويتدينوا به.

تَوَفَّيْتَنِي: قبضتني ورفعتني إلى السماء.

كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ: الحفيظ لأعمالهم المراقب لأحوالهم، تمنعهم من القول به، بما أقمت لهم من الأدلّة على ألوهيتك.