الآية رقم (12) - وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ

﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ﴾: يبيّن لنا المولى سبحانه وتعالى حال البشر في الأزمات، كلّ إنسانٍ في هذه الحياة معرّضٌ إلى أن يمسّه الضّرّ، فيلجأ إلى الأسباب، وعندما لا يجد استجابةً من الأسباب، يرجع إلى الله سبحانه وتعالى ويلجأ إلى الدّعاء.

﴿ لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا﴾: لجنبه: مضطجعاً لجنبه، كأنّ المولى سبحانه وتعالى  يقول: عندما يفقد الإنسان القدرة على الأسباب فإنّه يلجأ إلى الدّعاء في حالات الضّرّ، فهذه حالات الإنسان، لكنّه لم يذكر من حالاته (ماشياً)؛ لأنّ الماشي يعتقد أنّ لديه قدرةً، فلا يفكّر باللّجوء إلى الله سبحانه وتعالى .

﴿ كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ ﴾: كشفنا: وكأنّ الضّرّ قد لفّ الإنسان لفّاً.

﴿ مَرَّ ﴾: وكأنّ له وقفةً عند الله عز وجل، فهو توقّف لحظاتٍ عندما مسّه الكرب والضّيق والضّرّ، ونادى: يا ربّ يا ربّ.

﴿ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ ﴾: كأنّه لم يمرّ هذا الضّرّ، ولم يدعُ الله تعالى أبداً.

﴿كَذَلِكَ ﴾: أي هكذا هو حال.

﴿زُيِّنَ ﴾: فعلٌ مبنيٌّ للمجهول، فمن الّذي زيّن؟ قد يكون الشّيطان أو نفس الإنسان..، لم يحدّد المولى سبحانه وتعالى بل تركها مجهولةً.

﴿لِلْمُسْرِفِينَ ﴾: الإسراف: هو تجاوزٌ لما أعطى الله سبحانه وتعالى للإنسان، وقد بيّن الله سبحانه وتعالى لنا أنّه لا يحبّ المسرفين في كلّ أمرٍ من الأمور.

﴿ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾: فاعتقدوا أنّ أعمالهم ستنجيهم.

«وَإِذا»: الواو استئنافية وإذا ظرف زمان يتضمن معنى الشرط.

«مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ»: ماض ومفعوله المقدم وفاعله المؤخر والجملة مضاف إليه.

«دَعانا»: ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ونا مفعول به وفاعله مستتر والجملة لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.

«لِجَنْبِهِ»: متعلقان بمحذوف حال.

«أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً»: معطوف على الحال المحذوفة.

«فَلَمَّا»: الفاء عاطفة ولما الحينية ظرف زمان.

«كَشَفْنا»: ماض وفاعله والجملة مضاف إليه.

«عَنْهُ»: متعلقان بكشفنا.

«ضُرَّهُ»: مفعول به والهاء مضاف إليه.

«مَرَّ»: ماض فاعله مستتر والجملة لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.

«كَأَنْ»: مخففة من كأنّ واسمها ضمير الشأن والجملة حالية.

«لَمْ»: جازمة.

«يَدْعُنا»: مضارع مجزوم بحذف حرف العلة ونا فاعل والجملة خبر كأن.

«إِلى ضُرٍّ»: متعلقان بيدعنا.

«مَسَّهُ»: ماض ومفعوله وفاعله مستتر والجملة صفة لضر.

«كَذلِكَ»: الكاف حرف جر وذا اسم إشارة في محل جر متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف واللام للبعد والكاف للخطاب .

«زُيِّنَ»: ماض مبني للمجهول.

«لِلْمُسْرِفِينَ»: متعلقان بزين.

«ما»: اسم موصول نائب فاعل.

«كانُوا»: كان واسمها والجملة صلة.

«يَعْمَلُونَ»: مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر كان.

الضُّرُّ: الشدة كالمرض والفقر والخطر.

لِجَنْبِهِ: أي مضطجعا.

أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً: في كل حال.

مَرَّ: مضى في طريقته على كفره.

كَذلِكَ: أي كما زين له الدعاء عند الضر والإعراض عند الرخاء.

لِلْمُسْرِفِينَ المشركين، والإسراف: تجاوز الحد.