الآية رقم (203) - وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَـذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ

﴿وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ﴾: الخطاب لسيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، والآية: هي المعجزة، والمراد إمّا آية كونيّة أو آية قرآنيّة، فالآيات القرآنيّة هي معجزاتٌ دالّةٌ على صدق بلاغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الله سبحانه وتعالى ، والآيات الكونيّة كلّ ما نراه أمامنا من شمس وقمر ونجوم ومجرّات وهواء وماء وغيوم وسحاب ونبات وحيوان، فهي آياتٌ تدلّ على وجود الله سبحانه وتعالى ، قال جلّ جلاله: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [البقرة]، أي معجزات دالّة على وجود الله سبحانه وتعالى ، وهم يريدون الآية على مزاجهم، ﴿وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنبُوعًا *  أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا *  أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا﴾ [الإسراء]، وكأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم هو الّذي يجتبي ويختار ويأتي بالآيات!.

«إِذا» سبق أعربها في 201 «لَمْ تَأْتِهِمْ» مضارع مجزوم بلم والهاء مفعوله «بِآيَةٍ» متعلقان بالفعل والجملة في محل بالإضافة «قالُوا» ماض وفاعله والجملة جواب إذا لا محل لها «لَوْلا» حرف تحضيض «اجْتَبَيْتَها» ماض وفاعله ومفعوله «قُلْ» فعل أمر «إِنَّما» كافة مكفوفة «أَتَّبِعُ» مضارع فاعله مستتر «ما» اسم موصول والجملة مقول القول «يُوحى» مضارع مبني للمجهول تعلق به الجار والمجرور «إِلَيَّ» ونائب الفاعل مستتر «مِنْ رَبِّي» متعلقان بمحذوف حال والجملة صلة «هذا بَصائِرُ» مبتدأ وخبر «مِنْ رَبِّكُمْ» متعلقان بمحذوف صفة بصائر «وَهُدىً» «وَرَحْمَةٌ» عطف «لِقَوْمٍ» متعلقان برحمة «يُؤْمِنُونَ» مضارع وفاعله والجملة صفة قوم.

وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ: أي وإذا لم تأت أهل مكة بآية مما اقترحوا أو بآية من القرآن.

قالُوا: اجْتَبَيْتَها أي قالوا: هلا اخترعتها أو اختلقتها وأنشأتها من عندك، أو هلا طلبتها من الله.

إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ: مِنْ رَبِّي أي إنما أنا متبع الوحي، ولست بمختلق للآيات من عند نفسي، أو لست بمقترح لها.

هذا بَصائِرُ: هذا القرآن بصائر للقلوب، أي مبصّر لها، بها يبصر الحق، ويدرك الصواب، وهو حجج مبيّنات.