الآية رقم (102) - وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا

لكن السّؤال هنا لماذا يأخذون أسلحتهم؟ هل تخلّى الله عزَّ وجل عنهم وهو القائل: ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ﴾ [آل عمران: من الآية 160]،  ورسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يصلّي إماماً فيهم، ومع ذلك قال جلّ وعلا: ﴿وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ﴾، والله سبحانه وتعالى موجودٌ فلماذا يأخذون حذرهم وأسلحتهم؟ الجواب: أنّ الله سبحانه وتعالى وضع في هذا الكون سننه في خلقه، وجعل لهذه الحياة أسباباً، ورتّب الأسباب على الأقدار، فإذا تخلّفت عن السّبب فلا تقل: قدري هكذا، أنت لا تعرف قدرك، مثلاً سيّارةٌ تسير بسرعةٍ فرميت بنفسك أمامها فدعستك، السّبب أنّك ألقيت بنفسك أمام السّيّارة المسرعة فقتلتك، لكن مكتوبٌ في القدر أنّك ستموت لأجلك، وليس السّبب هو الّذي أنهى حياتك، ذلك أنّ الله سبحانه وتعالى يرتّب الأسباب، ويُطالب الإنسان بالأسباب، ولا يُكلّف أحداً بالقدر، فهو من اختصاص الله عزَّ وجل، ولا تستطيع أن تصل إلى معرفته، لكنّه ربط الأسباب بالمسبّبات وقال لك: خذ بالأسباب في الحياة، بدليل أنّه عزَّ وجليقول لهم في صلاة الخوف ومعهم النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: خذوا أسلحتكم وحذركم، حتّى يعلّم النّاس ألّا يغفلوا عن الأسباب الّتي خلقها وأراد منّا أن نلتزم بها، لماذا لا تقول: يا ربّ أنا عطشان وتكتفي بذلك؟ لماذا تجلب الماء وتضعه في الكوب وتأخذ الكوب وتشرب؟! ألم نأخذ بالأسباب؟! لماذا نأخذ بالأسباب بهذه الأمور ولا نقول: قدر؟!

﴿وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ﴾: أمرك الله سبحانه وتعالى أن تأخذ بالأسباب، ورخّص لك الأمر.

وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ: كان واسمها والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبرها والجملة مضاف إليه للظرف إذا

فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ: فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة معطوفة.

فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ: منهم متعلقان بمحذوف صفة طائفة

مَعَكَ: ظرف المكان متعلق بالفعل تقم المجزوم بلام الأمر والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم

وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ: مضارع مجزوم بحذف النون وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة على ما قبلها.

«فَإِذا سَجَدُوا»: الجملة في محل جر بالإضافة

فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرائِكُمْ: فعل مضارع ناقص والواو اسمها والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبرها والجملة جواب إذا

وَلْتَأْتِ طائِفَةٌ: مضارع مجزوم بحذف حرف العلة وفاعله والجملة معطوفة

أُخْرى: صفة

«لَمْ يُصَلُّوا» الجملة صفة ثانية

فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ: فعل مضارع وفاعل وظرف

وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ: فعل مضارع جزوم بلام الأمر وفاعل ومفعول به والجملتان معطوفتان.

وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ: فعل ماض واسم الموصول فاعله والمصدر المؤول من لو المصدرية والفعل بعدها في محل نصب مفعول به أي: ودوا غفلتكم.

فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً واحِدَةً: فعل مضارع وفاعله والجار والمجرور متعلقان بالفعل ميلة مفعول مطلق واحدة صفة والجملة معطوفة.

وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ: لا نافية للجنس واسمها المبني على الفتح والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبرها والجملة مستأنفة

إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ: كان واسمها والجار والمجرور بكم متعلقان بمحذوف خبرها من مطر متعلقان بمحذوف صفة لأذى وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله وكان في محل جزم فعل الشرط وجملة: إن كان اعتراضية لا محل لها

أَوْ كُنْتُمْ مَرْضى: كان واسمها وخبرها والجملة معطوفة

أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ: فعل مضارع وفاعل ومفعول به والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف الجر: من وضع أسلحتكم وهما متعلقان بجناح

«وَخُذُوا حِذْرَكُمْ»: عطف.

«إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً» جملة «أَعَدَّ» خبر إن وجملة «إِنْ» تعليلية لا محل لها.

فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ: إقامة الصلاة: الذكر الذي يدعى به للدخول في الصلاة. وهذا جري على عادة القرآن في الخطاب، فلا مفهوم له.

أَسْلِحَتَهُمْ: جمع سلاح: وهو كل ما يقاتل به من الأسلحة القديمة كالسيف والخنجر والسهم، والأسلحة الحديثة كالبندقية والمسدس والمدفع ونحوها.