الآية رقم (3) - وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ

لم يقل: (كالوا لهم ووزنوا لهم)، إنّما كالوهم أو وزنوهم؛ أي سيطرةٌ على الاقتصاد في الأخذ والعطاء، يأخذون باستيفاءٍ وزيادةٍ تصل إلى حدّ الجور، ويعطون بالبخس والخسارة، فهذه سورةٌ تدلّ على مدى الاستغلال والنّفوذ الّذي كان لقريش في ذلك الوقت، أناسٌ يكدحون ويتعبون ثمّ يأتي هؤلاء السّادة ليأخذوا ثمرة كدحهم، ولفظاعة هذه الصّورة جاءت الآيات في العهد المكّيّ على خلاف ما هو متَّبعٌ في هذا الوقت من التّركيز على أمر العقيدة والاهتمام بترسيخها في النّفوس أوّلاً قبل الكلام في المنهج والسّلوك.

﴿أَو وَّزَنُوهُمْ﴾: هذه حيلةٌ أخرى للتّطفيف والزّيادة؛ لأنّ المكيال فيه سعةٌ لمن أراد الزّيادة، وذلك حسب حركة اليد الّتي تستخدمه، فيمكن أن تهزّه ليأخذ أكثر ممّا يستحقّ، أو تضع فوقه ليحمل أكثر، إذاً للمسألة حيلٌ يعرفها التّجّار، أمّا الوزن فهو أدقّ ويصعب التّلاعب فيه.

وَإِذا: معطوفة على إذا الأولى

كالُوهُمْ: ماض وفاعله ومفعوله والجملة في محل جر بالإضافة

أَوْ: حرف عطف

وَزَنُوهُمْ: معطوف على كالوهم.

يُخْسِرُونَ: مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة جواب الشرط لا محل لها.

﴿أَو وَّزَنُوهُمْ﴾: هذه حيلةٌ أخرى للتّطفيف والزّيادة؛ لأنّ المكيال فيه سعةٌ لمن أراد الزّيادة، وذلك حسب حركة اليد الّتي تستخدمه، فيمكن أن تهزّه ليأخذ أكثر ممّا يستحقّ، أو تضع فوقه ليحمل أكثر.