هذا الإنسان في قلبه مرض، لذلك عندما تحدّثت سورة (البقرة) في أوائلها عن المنافقين جاء فيها: (في قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) [البقرة: من الآية 10]، إذاً هم يكذبون وهم في قلوبهم مرض، إذا قيل لهذا المنافق الّذي يبدي غير ما يكتم: اتّــق الله
-واتّق الله كلمة شاملة عامّة جامعة لمعاني الخير- فإنّه يُعرِض، فإن قيل له: خذ بمعايير ومقاييس الخير، أخذته العزّة بالإثم، وهل هناك عزّة بغير إثم؟ نعم، كما قال سبحانه وتعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [المنافقون: من الآية 8]، إذاً هناك عزّة بإثم، كما قال سحرة فرعون: (بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ) [الشّعراء: من الآية 44]، بعزّة فرعون، إذاً يوجد عزّة بالإثم.
(فَحَسْبُهُۥ جَهَنَّمُ): حسبه: أي كافيه معاقبةً وجزاءً كما تقول للرّجل: كفاك ما حلّ بك، وأنت تستعظم ما حلّ به.
(وَلَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ): شبّه الله سبحانه وتعالى جهنّم بالمهاد، والمهاد جمع المهد، وهو الموضع المهيّأ للنّوم، ومنه مهد الصّبيّ، وسمّى جهنّم مهاداً؛ لأنّها مستقرّه، فلا راحة للمنافق والمجرم والقاتل والباغي والظّالم والمفسد؛ لأنّ مآله سيكون جهنّمَ.