الآية رقم (232) - وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ

(ذَٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ): أزكى وأطهر وأصفى.

(وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ): هنا المولى سبحانه وتعالى يبيّن أنّه قد تظهر لك عوارض في هذه الحياة فتعتقد بأنّ المصلحة تكمن فيها، لكن إذا شرّع المولى حكماً فهو خير لك؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى يعلم وأنت لا تعلم،كما قال سبحانه وتعالى: (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة: من الآية 216]، (فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [النّساء]، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [يوسف: من الآية 21]، فنحن نعلم ظاهراً من الحياة الدّنيا، فالله سبحانه وتعالى عندما شرع أمراً، كتشريع الطّلقة الأولى، الثّانية، الثّالثة، العدّة.. إلخ، فهذه التّشريعات كلّها؛ لأنّه يعلم، فلا يأتِ إنسان ويقول: الأفضل للمرأة كذا، ومن أجل حقوق المرأة يجب كذا.. وهذا أفضل وأحسن.. هذا الكلام كلّه مناقض لصريح القرآن؛ لأنّ صريح القرآن الكريم واضح يقول: (وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)

وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ: أعربت في الآية السابقة

فَلا: الفاء رابطة لجواب الشرط

تَعْضُلُوهُنَّ: مضارع مجزوم بلا والواو فاعل والهاء مفعول به وجملة جواب الشرط لا محل لها.

أَنْ يَنْكِحْنَ: ينكحن فعل مضارع مبني على السكون في محل نصب بأن ونون النسوة فاعل والمصدر المؤول في محل جر بحرف

الجر المقدر والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما

أَزْواجَهُنَّ: مفعول به

إِذا: ظرف لما يستقبل من الزمن

تَراضَوْا: فعل ماض وفاعل

بَيْنَهُمْ: ظرف مكان متعلق بتراضوا

بِالْمَعْرُوفِ: متعلقان بتراضوا وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله «ذلِكَ» اسم إشارة مبتدأ

يُوعَظُ: مضارع مبني للمجهول

بِهِ: متعلقان بيوعظ وجملة يوعظ خبر للمبتدأ ذلك

مَنْ: اسم موصول في محل رفع نائب فاعل «كانَ» فعل ماض ناقص واسمها هو والجملة صلة

مِنْكُمْ: متعلقان بالفعل يؤمن

يُؤْمِنُ: فعل مضارع والفاعل هو والجملة في محل نصب خبر كان

بِاللَّهِ: لفظ الجلالة مجرور بالباء متعلقان بالفعل قبلهما

وَالْيَوْمِ: عطف على بالله

الْآخِرِ: صفة والجملة الاسمية.

ذلِكُمْ: اسم إشارة مبتدأ

أَزْكى: خبره

لَكُمْ: متعلقان بأزكى

وَأَطْهَرُ: عطف على أزكى

وَاللَّهُ: الواو استئنافية الله لفظ الجلالة مبتدأ.

يَعْلَمُ: مضارع فاعله مستتر والجملة خبره ومثل ذلك: «وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ» .

فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ: البلوغ: الانتهاء، والأجل هنا آخر مدّة العدّة، فهو على الحقيقة لا قربها، كما في الآية السابقة، لأنَّ إمكان المراجع

ة لا يتأتى إلا في العدّة

قال الشافعي: دلّ سياق الكلامين على افتراق البلوغين.

فَلا تَعْضُلُوهُنَّ: الخطاب للأولياء، أي لا تمنعوهنّ من نكاح أزواجهنّ المطلقين لهنّ.

والعضل: الحبس والتضييق والمنع.

إِذا تَراضَوْا: أي الأزواج والنساء.

بِالْمَعْرُوفِ: شرعاً. ذلِكَ النهي عن العضل.

يُوعَظُ بِهِ: العظة: النّصح والتذكير بالخير، وكان مقتضى الظاهر: أن يقال: «ذلكم يوعظ به» ، لأنه يخاطب جماعة

وإنما قال:ذلِكَ يُوعَظُ بِهِ لكثرة تردده على ألسنة العرب في كلامها.

أَزْكى لَكُمْ: وَأَطْهَرُ أفضل وأطيب، من الزكاء: وهو النماء والبركة والخير، ومن الطّهر: وهو الطيب والنقاء.

وَاللَّهُ يَعْلَمُ: ما في ذلك من المصلحة والزكاء والطّهر.

وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ: ذلك، فاتبعوا أمره.