الآية رقم (101) - وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا

والسّبب في ذلك أنّ الصّلاة هي صلةٌ مع الخالق سبحانه وتعالى، وأخلاقٌ مع الخَلْق، فإن لم تحقّق المعادلة بطرفيها فأنت لم تُقمِ الصّلاة، وإنّما تكون قد أدّيت الصّلاة أو أنّك ركعت وسجدت فقط، فالصّلاة لها جانبان؛ الجانب الأوّل: الصّلة مع الخالق عزَّ وجل، والجانب الثّاني: هو الأخلاق مع الخلق، فإذا باشر الإنسان صلاته ولم يستشعر عظمة من يقف بين يديه لم يُحقِّق الصّلة، وتعريف الصّلاة في اللّغة الدّعاء، وطالما أنّها لا تسقط فالطّريقة الّتي فرض بها الله سبحانه وتعالى الصّلاةَ على المسلمين كانت مختلفةً عن بقيّة الأركانِ، في العادة يأتي سيّدنا جبريل عليه السلام ويبلّغ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالأمر الإلهيّ، وهكذا كان بالنّسبة لكلّ الأركان باستثناء الصّلاة، فقد استدعى الله سبحانه وتعالى النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى حضرته الشّريفة وكلّفه بالصّلاة مباشرةً من دون واسطة جبريل عليه السلام، كي تكون رسالةً للمصلّين بأنّ الإنسان عندما يصلّي يقف بين يديّ الله سبحانه وتعالى، لذلك جزءٌ من الصّلاة ما جرى في ذلك الموقف العظيم عندما عُرِج بالنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فأصبح عند سدرة المنتهى، وغشيته الأنوار الإلهيّة فقال: «التّحيات لله والصّلوات والطّيّبات»، فأجاب الله سبحانه وتعالى: «السّلام عليك أيّها النّبيّ ورحمة الله وبركاته»، فأجابت الملائكة: «السّلام علينا وعلى عباد الله الصّالحين، نشهد أن لا إله إلّا الله، وأنّ محمّداً رسول الله»

وَإِذا ضَرَبْتُمْ: إذا ظرف لما يستقبل من الزمن وفعل ماض وفاعل والجملة في محل جر بالإضافة.

فِي الْأَرْضِ: متعلقان بضربتم

فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ: ليس واسمها والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبرها.

أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ: المصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف الجر في قصر الصلاة والجار والمجرور متعلقان بصفة لجناح ومن الصلاة متعلقان بالفعل قبلهما تقصروا وجملة فليس لا محل لها جواب شرط غير جازم.

إِنْ خِفْتُمْ: إن شرطية وفعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل والتاء فاعل وهو في محل جزم فعل الشرط

أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا: المصدر المؤول في محل نصب مفعول به أي: فتنة واسم الموصول فاعل وجملة كفروا صلة الموصول لا محل لها وجواب الشرط إن محذوف دل عليه ما قبله.

إِنَّ الْكافِرِينَ: إن واسمها المنصوب بالياء

كانُوا لَكُمْ عَدُوًّا: كان واسمها وخبرها والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال عدوا «مُبِيناً» صفة وجملة: كانوا خبر إن.

وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ: سافرتم فيها جُناحٌ تضييق، وهذا يدل للشافعي أنَّ القصر رخصة لا واجب

أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ: تتركوا شيئا منها بأن تصلوا الصلاة الرباعية ركعتين فقط

يَفْتِنَكُمُ: يؤذوكم بالقتل أو غيره أو ينالوكم بمكروه

الَّذِينَ كَفَرُوا: بيان للواقع إذ ذاك، فلا مفهوم له.

وبينت السنة أنَّ المراد بالسفر: الطويل وهو أربعة برد وهي مرحلتان تقدر بــ (89 كم) عَدُوًّا مُبِيناً بيّني العداوة.