الآية رقم (101) - وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا

بعد هذه الآية هناك آيةٌ أخرى تتعلّق بصلاة القصر والخوف، ومن الملاحظ في هذه الآيات تكرار كلمة الصّلاة أكثر من ستّ مرّات، هذا نسمّيه باللّغة الإطناب، وهو دليلٌ على أهميّة الصّلاة.

﴿وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ﴾: صلاة القصر في السّفر وفي الخوف؛ أي صلاتان في هذه الآية.

لنأتي إلى الصّلاة، لماذا فيها صلاة خوفٍ وصلاة قصرٍ في السّفر، وما هي أهمّيتها حتّى كرّر المولى سبحانه وتعالى كلمة الصّلاة أكثر من ستّ مرّاتٍ في هذه الآية والّتي تليها؟ الصّلاة هي ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة، وهي ليست فقط ركنٌ من أركان الإسلام، إنّما هي عماد الدّين، من أقامها فقد أقام الدّين، ومن هدمها فقد هدم الدّين، وكان النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذا فزع أو أحزبه أمرٌ أو اهتمّ أو اغتمّ يقول: «يا بلال، أقم الصّلاة، أرحنا بها»([1])، كلّ أركان الإسلام باستثناء الشّهادتين يمكن أن تكون هناك حالاتٌ تسقط فيها عن الإنسان باستثناء الصّلاة، إن لم تستطع الصّلاة قائماً تصلّي قاعداً، وإن لم تستطع قاعداً تصلّي مضجعاً، وإن لم تستطع مضجعاً فمستلقياً حتّى أن يُخطر الإنسان أركان الصّلاة في ذهنه فلا تسقط عنه الصّلاة

وَإِذا ضَرَبْتُمْ: إذا ظرف لما يستقبل من الزمن وفعل ماض وفاعل والجملة في محل جر بالإضافة.

فِي الْأَرْضِ: متعلقان بضربتم

فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ: ليس واسمها والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبرها.

أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ: المصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف الجر في قصر الصلاة والجار والمجرور متعلقان بصفة لجناح ومن الصلاة متعلقان بالفعل قبلهما تقصروا وجملة فليس لا محل لها جواب شرط غير جازم.

إِنْ خِفْتُمْ: إن شرطية وفعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل والتاء فاعل وهو في محل جزم فعل الشرط

أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا: المصدر المؤول في محل نصب مفعول به أي: فتنة واسم الموصول فاعل وجملة كفروا صلة الموصول لا محل لها وجواب الشرط إن محذوف دل عليه ما قبله.

إِنَّ الْكافِرِينَ: إن واسمها المنصوب بالياء

كانُوا لَكُمْ عَدُوًّا: كان واسمها وخبرها والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال عدوا «مُبِيناً» صفة وجملة: كانوا خبر إن.

وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ: سافرتم فيها جُناحٌ تضييق، وهذا يدل للشافعي أنَّ القصر رخصة لا واجب

أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ: تتركوا شيئا منها بأن تصلوا الصلاة الرباعية ركعتين فقط

يَفْتِنَكُمُ: يؤذوكم بالقتل أو غيره أو ينالوكم بمكروه

الَّذِينَ كَفَرُوا: بيان للواقع إذ ذاك، فلا مفهوم له.

وبينت السنة أنَّ المراد بالسفر: الطويل وهو أربعة برد وهي مرحلتان تقدر بــ (89 كم) عَدُوًّا مُبِيناً بيّني العداوة.