بعد هذه الآية هناك آيةٌ أخرى تتعلّق بصلاة القصر والخوف، ومن الملاحظ في هذه الآيات تكرار كلمة الصّلاة أكثر من ستّ مرّات، هذا نسمّيه باللّغة الإطناب، وهو دليلٌ على أهميّة الصّلاة.
﴿وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ﴾: صلاة القصر في السّفر وفي الخوف؛ أي صلاتان في هذه الآية.
لنأتي إلى الصّلاة، لماذا فيها صلاة خوفٍ وصلاة قصرٍ في السّفر، وما هي أهمّيتها حتّى كرّر المولى سبحانه وتعالى كلمة الصّلاة أكثر من ستّ مرّاتٍ في هذه الآية والّتي تليها؟ الصّلاة هي ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة، وهي ليست فقط ركنٌ من أركان الإسلام، إنّما هي عماد الدّين، من أقامها فقد أقام الدّين، ومن هدمها فقد هدم الدّين، وكان النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذا فزع أو أحزبه أمرٌ أو اهتمّ أو اغتمّ يقول: «يا بلال، أقم الصّلاة، أرحنا بها»([1])، كلّ أركان الإسلام باستثناء الشّهادتين يمكن أن تكون هناك حالاتٌ تسقط فيها عن الإنسان باستثناء الصّلاة، إن لم تستطع الصّلاة قائماً تصلّي قاعداً، وإن لم تستطع قاعداً تصلّي مضجعاً، وإن لم تستطع مضجعاً فمستلقياً حتّى أن يُخطر الإنسان أركان الصّلاة في ذهنه فلا تسقط عنه الصّلاة