الآية رقم (68) - وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ

فإذا رأيت يا محمّد الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم، مع أنّه مكلّفٌ بالتّبليغ لماذا يقول له الله سبحانه وتعالى: ﴿يَخُوضُونَ﴾؟ الجواب: لأنّ الخوض هو الغوص، كأنّهم يخوضون في الماء، هم لا يتحدّثون، بل يخوضون، فماذا تفعل؟ الجواب: أعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره، لماذا؟ لأنّه إذا خاض الإنسان في شيءٍ خارجٍ عن علمه، وبغير اختصاصٍ، فإنّك لن تستفيد من النّقاش معه، لذلك فأعرض عنه واتركه، وهذا ما حدث فعلاً مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.

﴿وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾: هذا الحديث لأتباع النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، لكن المخاطبة تكون من خلال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.

لماذا نسب النّسيان للشّيطان؟ الجواب: لأنّ القرآن الكريم هو حقٌّ، ولا يمكن أن ينسى الإنسان الحقّ، وإنّما الّذي يُنسي الحقّ هو الشّيطان.

وَإِذا: ظرف يتضمن معنى الشرط

رَأَيْتَ الَّذِينَ: فعل ماض والتاء فاعله واسم الموصول مفعوله والجملة في محل جر بالإضافة بعد الظرف إذا

يَخُوضُونَ فِي آياتِنا: فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور والواو فاعله والجملة صلة الموصول لا محل لها

فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ: الجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم.

حَتَّى: حرف غاية وجر

يَخُوضُوا: مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حتى وعلامة نصبه حذف النون، والواو فاعله. والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل في محل جر بحتى، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما

فِي حَدِيثٍ: متعلقان بالفعل يخوضوا قبلهما

غَيْرِهِ: صفة.

وَإِمَّا: إن حرف شرط جازم يجزم فعلين مضارعين، ما زائدة.

يُنْسِيَنَّكَ: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة وهو في محل جزم فعل الشرط، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به

الشَّيْطانُ: فاعل، والجملة مستأنفة..

فَلا تَقْعُدْ: مضارع مجزوم بلا الناهية تعلق به الظرف

بَعْدَ: والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، والجملة في محل جزم جواب الشرط.

الذِّكْرى: مضاف إليه.

مَعَ: ظرف مكان متعلق بتقعد

الْقَوْمِ: مضاف إليه

الظَّالِمِينَ: صفة مجرورة بالياء.

يَخُوضُونَ: المراد به هنا الاسترسال في الحديث، وقد استعمله القرآن أيضاً في المشاركة في الباطل مع أهله، وأصل الخوض: الدخول في الماء سيرا أو سباحة.

يَخُوضُونَ فِي آياتِنا: أي يتكلمون في القرآن استهزاء.

فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ: انصرف عنهم ولا تجالسهم.

وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ: أي ينسيك وجوب الإعراض عنهم، فقعدت معهم.

بَعْدَ الذِّكْرى: المراد هنا التذكر. وَلكِنْ ذِكْرى المراد هنا التذكير والموعظة.