فإذا رأيت يا محمّد الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم، مع أنّه مكلّفٌ بالتّبليغ لماذا يقول له الله سبحانه وتعالى: ﴿يَخُوضُونَ﴾؟ الجواب: لأنّ الخوض هو الغوص، كأنّهم يخوضون في الماء، هم لا يتحدّثون، بل يخوضون، فماذا تفعل؟ الجواب: أعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره، لماذا؟ لأنّه إذا خاض الإنسان في شيءٍ خارجٍ عن علمه، وبغير اختصاصٍ، فإنّك لن تستفيد من النّقاش معه، لذلك فأعرض عنه واتركه، وهذا ما حدث فعلاً مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
﴿وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾: هذا الحديث لأتباع النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، لكن المخاطبة تكون من خلال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
لماذا نسب النّسيان للشّيطان؟ الجواب: لأنّ القرآن الكريم هو حقٌّ، ولا يمكن أن ينسى الإنسان الحقّ، وإنّما الّذي يُنسي الحقّ هو الشّيطان.