الآية رقم (205) - وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ

أي إذا خاصم فجر، وهذه من صفات المنافق لقول النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «أربع من كنّ فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلة من النّفاق حتّى يدعها؛ إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر»([1])، إذا خاصم فجر هذا هو ألدّ الخصام الّذي تحدّثت عنه الآية الكريمة، وكان عبد الله بن أُبيّ بن سلول رأس المنافقين، من أشدّ النّاس خصومة وفجوراً لرسول الله من خلال نفاقه في المدينة، وهكذا هم المنافقون في كلّ زمان، والحقيقة أنّ خطر أعداء الأمّة يكون خارج حدودها، أمّا فعل المنافقين فيكون داخليّاً، وهو يفتّ في عضد الوطن والأمّة، والمنافق ضرره على المجتمع؛ لأنّه يبدي غير ما يُبطن، ويُظهر غير ما يكتم، فليس من همّه إلّا أن يصل إلى مآربه وإلى مصالحه وإلى غاياته وإلى أهدافه يدوس على كلّ القيم وعلى كلّ الأخلاق وعلى كلّ المعايير، فهو مستعدّ لأن يبيع دينه وعرضه وشرفه ووطنه وهذا هو جزء من النّفاق، وهذا هو معنى الآية بأنّ الفساد هو من صنع الإنسان وليس هو من صنع ربّ النّاس.

وَإِذا: الواو عاطفة إذا ظرف لما يستقبل من الزمن متعلق بيشهد.

تَوَلَّى: فعل ماض والفاعل هو والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها.

سَعى: ماض فاعله مستتر

فِي الْأَرْضِ: متعلقان بسعى.

لِيُفْسِدَ: اللام لام التعليل يفسد فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل والفاعل هو يعود إلى من، وأن والفعل في تأويل

مصدر في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بيسعى.

فِيها: متعلقان بيفسد

وَيُهْلِكَ: الواو عاطفة يهلك فعل مضارع.

الْحَرْثَ: مفعوله.

وَالنَّسْلَ: عطف والجملة معطوفة.

وَاللَّهُ: الواو استئنافية الله لفظ الجلالة مبتدأ وجملة

لا يُحِبُّ الْفَسادَ: خبره والجملة الاسمية والله استئنافية.

تَوَلَّى: ذهب وانصرف عنك.

سَعى: مشى.

الْحَرْثَ: الزرع.

النَّسْلَ: ما تناسل من الحيوان.

لا يُحِبُّ الْفَسادَ: لا يرضى به.