الآية رقم (11) - وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ

﴿أُقِّتَتْ﴾: أي: وقّتت، وهي قراءة أخرى في الآية؛ أي: ضرب لهم ميقات معيّن لا يعلمه إلّا الله تعالى للبعث بعد الموت وللجمع والحشر والحساب والعقاب، فكلمة: ﴿أُقِّتَتْ﴾ من الميقات، والحقّ تعالى يقول: ﴿قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ﴾ [الواقعة]، والميقات من الوقت، والوقت هو الزّمن، فحينها يُجمَعون لوقتٍ واحدٍ تجتمع فيه الأمم كلّها.

ومن يتأمّل النّسق القرآنيّ يجد عجباً، ففي سورة الواقعة قال تعالى: ﴿لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ﴾ [الواقعة]، في شأن الجمع إلى يوم القيامة، أمّا في جمع سحرة فرعون فقد قال تعالى: ﴿فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ﴾[الشّعراء]، الأولى: ﴿إِلَى مِيقَاتِ﴾ ، والثّانية: ﴿لِمِيقَاتِ﴾، في شأن جمع السّحرة استخدم الحقّ تعالى اللّام فقط متّصلة بكلمة ميقات مباشرة، دلالة على قصر المدى الزّمنيّ لتحقّق الميقات، أمّا في شأن القيامة الموعود بقيامها منذ بدء الخليقة فاستخدم الحقّ عز وجل: ﴿إِلَى﴾ ، وزيادة المبنى تدلّ على زيادة المعنى، وهذا دلالة على البعد الزّمنيّ لتحقّق هذا، ولكنّه آت وواقع: ﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ﴾ [المرسلات].

ثمّ يسأل الحقّ تعالى سؤالاً يعلم إجابته فيقول: