﴿ وَأَنِ اعْبُدُونِي ﴾: أي أطيعوني في أوامري.
﴿ مُسْتَقِيمٌ ﴾: المستقيم: هو أقصر مسافة بين نقطتين.
والصّراط المستقيم يوصلك إلى الجنّة فإبليس أراد أن يبعد بني آدم عن الجنّة بالغواية: ﴿فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾ [ص]، بعزّتك؛ أي باستغنائك عن عبادة خلقك، هذا هو مدخل الشّيطان، فالشّيطان لا يجلس على أبواب الملاهي، وإنّما يجلس عند الطّاعات: ﴿قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ [الأعراف]، كي يمنع النّاس من الاستقامة، فهدف إبليس هو الاعوجاج.
يبيّن الله سبحانه وتعالى لنا هنا ما يجري مع أهل الإجرام؛ لأنّه أخذ العهد على بني آدم: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾ [الأعراف]، وإبليس لا يستطيع أن يدخل على الإنسان إلّا من باب استغناء الله عز وجل عن عبادة خلقه