الآية رقم (61) - وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ

﴿ وَأَنِ اعْبُدُونِي ﴾: أي أطيعوني في أوامري.

﴿ مُسْتَقِيمٌ ﴾: المستقيم: هو أقصر مسافة بين نقطتين.

والصّراط المستقيم يوصلك إلى الجنّة فإبليس أراد أن يبعد بني آدم عن الجنّة بالغواية: ﴿فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾ [ص]، بعزّتك؛ أي باستغنائك عن عبادة خلقك، هذا هو مدخل الشّيطان، فالشّيطان لا يجلس على أبواب الملاهي، وإنّما يجلس عند الطّاعات: ﴿قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ [الأعراف]، كي يمنع النّاس من الاستقامة، فهدف إبليس هو الاعوجاج.

يبيّن الله سبحانه وتعالى لنا هنا ما يجري مع أهل الإجرام؛ لأنّه أخذ العهد على بني آدم: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾ [الأعراف]، وإبليس لا يستطيع أن يدخل على الإنسان إلّا من باب استغناء الله عز وجل عن عبادة خلقه

«وَأَنِ» الواو حرف عطف وأن مفسرة

«اعْبُدُونِي» أمر وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة على أن لا تعبدوا لا محل لها

«هذا» مبتدأ

«صِراطٌ» خبر

«مُسْتَقِيمٌ» صفة والجملة تعليل للأمر.