﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي﴾: أي قل لهم يا محمّد: إنّ هذا صراطي، والصّراط: هو السّبيل والطّريق الموصل إلى الغايات.
﴿وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾: كان الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم جالساً مع أصحابه فخطّ خطّاً مستقيماً، وخطّ على جانبيه عدّة خطوط، ثمّ قرأ الآية: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾، أي عن سبيل محمّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم، وهذا هو أمر الله سبحانه وتعالى.
﴿ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾: هنا قال: ﴿تَتَّقُونَ﴾؛ لأنّ سبيل محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم هو سبيل التّقوى وهو سبيل جوامع الخير.
قال كعب الأحبار: هذه هي الوصايا العشر الّتي جاءت لسيّدنا موسى عليه السَّلام في التّوراة، وهذه الأمور الأخلاقيّة القيميّة المعنويّة الّتي تعطي نور القيم للإنسانيّة جميعاً إنّما جاءت في كلّ الأديان، ولم تُنسخ في أيّ دينٍ، ففي كلّ الأديان هي محرّمةٌ على النّاس جميعاً.