الآية رقم (153) - وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ

﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي﴾: أي قل لهم يا محمّد: إنّ هذا صراطي، والصّراط: هو السّبيل والطّريق الموصل إلى الغايات.

﴿وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾: كان الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم جالساً مع أصحابه فخطّ خطّاً مستقيماً، وخطّ على جانبيه عدّة خطوط، ثمّ قرأ الآية: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾، أي عن سبيل محمّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم، وهذا هو أمر الله سبحانه وتعالى.

﴿ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾: هنا قال: ﴿تَتَّقُونَ﴾؛ لأنّ سبيل محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم هو سبيل التّقوى وهو سبيل جوامع الخير.

قال كعب الأحبار: هذه هي الوصايا العشر الّتي جاءت لسيّدنا موسى عليه السَّلام في التّوراة، وهذه الأمور الأخلاقيّة القيميّة المعنويّة الّتي تعطي نور القيم للإنسانيّة جميعاً إنّما جاءت في كلّ الأديان، ولم تُنسخ في أيّ دينٍ، ففي كلّ الأديان هي محرّمةٌ على النّاس جميعاً.

وَأَنَّ هذا: أن واسم الإشارة اسمها

و صِراطِي: خبرها مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم.

مُسْتَقِيماً: حال منصوبة، والجملة معطوفة.

فَاتَّبِعُوهُ: الفاء هي الفصيحة، اتبعوه: فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعله والهاء مفعوله، والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم.

وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ: لا ناهية وفعل مضارع مجزوم وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة.

فَتَفَرَّقَ: مضارع منصوب بأن المضمرة بعد فاء السببية أصلها تتفرق والمصدر المؤول من أن المصدرية والفعل معطوف على مصدر مقدّر سبقه والتقدير ليكن منكم اتباع وعدم تفرق.

بِكُمْ: متعلقان بمحذوف حال والتقدير مبتعدة بكم عن سبيله.

عَنْ سَبِيلِهِ: متعلقان بالفعل تفرق أو بمحذوف حال.

ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ: سبق مثيله.

السُّبُلَ: الطرق المخالفة له.

فَتَفَرَّقَ: تميل.

عَنْ سَبِيلِهِ: دينه.