الآية رقم (51) - وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ

﴿وَأَنذِرْ بِهِ﴾: أي أنذر بالقرآن، وهنا يجب أن نتوقّف عند كلمة أنذر به، فالنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم لم يُنذر بالسّيف، ولم ينذر بالقتل، ولم ينذر بالإكراه؛ لأنّ الدّين هو دين اختيارٍ لا إكراهٍ، يقول سبحانه وتعالى: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ [البقرة: من الآية 256]، ويقول جلّ وعلا: ﴿فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ﴾ [الكهف: من الآية 29]، الله سبحانه وتعالى ترك لنا الخيار، ولو أراد قوالباً لأتى بالقوالب طائعين خاضعين، لكنّه أراد القلوب ولم يرد القوالب، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ﴾ [يونس]، فالإيمان لا يكون بالإجبار على الإطلاق، والإنذار يكون بالقرآن الكريم، بالحوار، والمناقشة الموجودة فيه، وبالدّلائل والآيات والبيّنات الّتي وردت في القرآن الكريم.

﴿الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾: هؤلاء يخافون أن يحشروا يوم القيامة ليس لهم وليٌّ ولا شفيعٌ إلّا الله سبحانه وتعالى، فبذلك هم يتّقون، والتّقوى: هي الخوف من الجليل، والعمل بالتّنزيل، والرّضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرّحيل.

وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ: أنذر فعل أمر تعلق به الجار والمجرور واسم الموصول في محل نصب مفعول به

يَخافُونَ: الجملة صلة

أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ: فعل مضارع مبني للمجهول تعلق به الجار والمجرور، والواو نائب فاعله. والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول به

لَيْسَ: ماض ناقص

لَهُمْ: متعلقان بمحذوف خبر الفعل الناقص ليس

مِنْ دُونِهِ: متعلقان باسم ليس المؤخر

وَلِيٌّ وَلا: الواو حرف عطف لا نافية

شَفِيعٌ: عطف على «وَلِيٌّ»، وجملة الفعل الناقص في محل نصب حال.

لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ: لعل واسمها وجملة يتقون في محل رفع خبرها، وجملة لعلهم يتقون تعليلية.

وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ …: المؤمنون العاصون.

لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ: الله بإقلاعهم عما هم فيه، وعمل الطاعات.