الآية رقم (8-9) - وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى - وَهُوَ يَخْشَى

والأعمى من صفته أنّه يمشي ويتعثّر في مشيه، فكون هذا الأعمى يسعى ويُسرع فهذا دليلٌ على أنّه راغبٌ ومُحبٌّ لمنهج الله سبحانه وتعالى لزيادةٍ في العلم وانضباطٍ في السّلوك، انظر ما أروع قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَهُو يَخْشَى﴾ فلم يذكر المفعول ولم يخبرنا ممّن يخشى، بالتّأكيد هو يخشى الله سبحانه وتعالى ، وهذا الحذف يعطي المعنى ثراءً، وهذا من عطاءات القرآن الكريم، فمن جاء يا محمّد طواعيةً فأهلاً وسهلاً، ومن أعرض فدعه وشأنه، فهم الخاسرون؛ لأنّهم حرموا أنفسهم الخير الكثير بإعراضهم عن دين الله تبارك وتعالى.

وَأَمَّا: حرف شرط وتفصيل

مَنْ: مبتدأ

جاءَكَ: ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة صلة من

يَسْعى: مضارع فاعله مستتر والجملة حال وجملة أما من.. معطوفة على ما قبلها.

وَهُوَ: الواو حالية

هُوَ: مبتدأ

يَخْشى: مضارع فاعله مستتر والجملة الفعلية خبر والجملة الاسمية حال.

 

وَهُوَ يَخْشى: أي يخاف الله