الآية رقم (6) - وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ

﴿صَرْصَرٍ﴾: مادّة الصّاد والرّاء تدلّ على الشّدّة والضّجّة والصّخب، فالرّيح الصّرصر هي الّتي تحمل الصّقيع ولها صوتٌ مسموع، كقوله تعالى: ﴿كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ﴾ [آل عمران: من الآية 117]؛ أي: أنّ الرّيح جعلت البرد شائعاً وشديداً، فالبرد قد يكون في منطقةٍ لا ريح فيها، ويظلّ باقياً في منطقته تلك، وعندما تأتي الرّيح تنقله من مكانٍ إلى مكانٍ آخر، فتتَّسع دائرة الضّرر به، وهذه الرّيح تفعل الكوارث، فالرّيح الصّرصر هي ريحٌ فيها صوتٌ شديدٌ مصحوبٌ ببردٍ شديد، ونعرف في القرآن الكريم أنّ الصّقيع عندما ينزل على المزروعات يتلفها، فالرّيح الصّرصر ريحٌ عقيمٌ ضارّة.

لقد تكبّر قوم عاد على سيّدنا هود عليه السلام والّذين آمنوا معه، وظنّوا أنّهم أقوى الأقوياء، وأنكروا آيات الله تعالى، فماذا كان مصيرهم؟ فاجأهم الله تعالى بإرسال ريحٍ ذات صوتٍ شديدٍ في أيّام كلّها شؤم ليذيقهم عذاب الهون والخزي والذّلّ، وها هو الحقّ تعالى يقول عن قوم عاد: ﴿فَأَمَّا عَادٌ فَٱسْتَكْبَرُواْ فِى ٱلْأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً﴾ [فصّلت: من الآية 15]، فنتيجة الاستكبار أرسل الله عز وجل عليهم الرّيح الصّرصر العاتية، فهي أيّامٌ نحسات.