الغلام: الولد الّذي لم يبلغ الحُلُم وسِنّ التّكليف، وما دام لم يُكلَّف فما يزال في سِنِّ البراءة من المعاصي؛ لذلك لـمّا اعترض موسى عليه السلام على قتله قال: ﴿أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً﴾؛ أي طاهرة، والفتنة بالأولاد والمال، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ﴾ [التّغابن: من الآية 14]، والفتنة بالأولاد تأتي من حِرْص الآباء عليهم، والسّعي إلى جعلهم في أحسن حال، وربّما كانت الإمكانيّات غير كافية، فيُضطرّ الأب إلى الحرام فيسرق ويرتشي من أجل تأمين مستقبل أولاده. وقد عَلِم الحقّ سبحانه وتعالى أنّ هذا الغلام سيكون فتنةً لأبويه، وهما مؤمنان ولم يُرِد الله تعالى لهما الفتنة، وقضى أن يقبضهما إليه على حال الإيمان.
وكأنّ قضاء الله عز وجل جاء خيراً للغلام وخيراً للوالدين، وحكمة بالغة تستتر وراء الحدَث الظّاهر الّذي اعترض عليه موسى عليه السلام.
لذلك يُعَدُّ من الغباء إذا مات لدينا الطّفل أو الغلام الصّغير أَنْ يشتدّ الحزن عليه، أو إذا رأينا فقيراً أو أعمى فلنعلم أنّ هناك حكمةً وفي باطنها خيرٌ، ولكن لا أن تفعل ذلك أنت فتقتل وتؤذي وتقول: في ذلك حكمة!.
﴿ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴾: خشينا: خِفْنا. فالواحد منّا يولد له ابنٌ فيكون قرّة عَيْن وسنداً، وقد يكون هذا الابن سبباً في فساد أبيه وأسرته، فلا نعرف الحكمة ولا نعرف الغاية.