لم يقل سبحانه وتعالى: ففي الجنّة، ولم يقل: ففي النّعيم، بل قال: ﴿فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾، فسّرها النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: «لا يدخل أحدكم الجنّة بعمله»، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلّا أن يتغمّدني الله منه برحمة وفضل»([1])، إذاً نحن ندخل الجنّة برحمة ربّنا أم بأعمالنا؟ الجواب: برحمة ربّنا لكن بأعمالنا؛ لأنّه سبحانه وتعالى قال: ﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (38) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى﴾ [النّجم]، فأنت تُجازى على العمل، لكن مَن الّذي جعل الجزاء على العمل دخول الجنّة؟ رحمة الله، فلو لم يجعل جزاء العمل الجنّة لما استطاع أحد أن يُغيّر شيئاً، إذاً أنت تدخل الجنّة برحمة الله أن جعل لك الجنّة جزاءً لعملك.