الآية رقم (60) - وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ

هذه الآية الكريمة تتحدّث عن الإعداد للقوّة لمواجهة الاعتداءات والعدوان.

(وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم): المطلوب الإعداد على قدر الطّاقة لكلّ إنسانٍ، فالمطلوب أن تعدّ على قدر استطاعتك، وبعد ذلك يكون المدد ممّن له القوّة والنّصر،(وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) [الأنفال: من الآية 10]، لكنّك في دنيا الأسباب فعليك أن تأخذ بالأسباب أوّلاً ولا بدّ من إعداد القوّة.

(مِّن قُوَّةٍ): المطلوب إعداد ما استطعتم ليس من القوّة، فلو قال: من القوّة، لاختلف المعنى لكنّه قال سبحانه وتعالى: ( مِّن قُوَّةٍ )، عندما نكّرها فإذاً أنواع القوى كلّها؛ الاقتصاديّة والإعلاميّة والاجتماعيّة والعسكريّة.

(وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ): عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: وهو على المنبر يقول: «وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة، ألا إنّ القوّة الرّمي، ألا إنّ القوّة الرّمي، ألا إنّ القوّة الرّمي»([1])، انظر إلى الإعجاز القرآنيّ فلو نظرنا إلى مسيرة الحياة البشريّة لوجدنا أنّ المعارك منذ القديم حتّى الآن تبدأ بالرّمي؛ أي من مكانٍ بعيدٍ، ففي عهد النّبيّ : كانت بالأسهم والرّماح وغيرهما، والآن أصبحت بالمدفعيّة والصّواريخ. فالقوّة الأساسيّة هي الرّمي، وبعد ذلك رباط الخيل؛ أي المدرّعات؛ لأنّ المدرّعة والسّيّارات تُقاس على الأحصنة. فإعجاز ترتيب المعارك الّذي بيّنه القرآن الكريم ما زال حتّى الآن، أوّلاً الرّمي ثمّ رباط الخيل الّتي تسير على الأرض.

وَأَعِدُّوا: فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعل.

لَهُمْ: متعلقان بالفعل والجملة مستأنفة.

مَا: اسم موصول في محل نصب مفعول به.

اسْتَطَعْتُمْ: فعل ماض والتاء فاعل والجملة صلة الموصول.

مِنْ قُوَّةٍ: متعلقان بمحذوف حال.

«وَمِنْ رِباطِ»: معطوف.

الْخَيْلِ: مضاف إليه.

تُرْهِبُونَ: مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله.

بِهِ: جار ومجرور متعلقان بالفعل.

عَدُوَّ: مفعول به.

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه.

وَعَدُوَّكُمْ: عطف.

وَآخَرِينَ: اسم معطوف منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.

مِنْ دُونِهِمْ: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لآخرين والجملة الفعلية في محل نصب حال.

لا تَعْلَمُونَهُمُ: فعل مضارع والواو فاعله، والهاء مفعوله، ولا نافية والجملة في محل نصب صفة لآخرين.

اللَّهِ: لفظ الجلالة مبتدأ

جملة «يَعْلَمُهُمْ» خبر والجملة الاسمية الله يعلمهم مستأنفة.

وَما: ما اسم شرط جازم، مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم والواو استئنافية.

تُنْفِقُوا: مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعله وهو فعل الشرط.

مِنْ شَيْءٍ: متعلقان بمحذوف حال.

فِي سَبِيلِ: متعلقان بتنفقوا.

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه، والجملة مستأنفة.

يُوَفَّ: مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة جواب الشرط.

إِلَيْكُمْ: متعلقان بالفعل. والجملة لا محل لها جواب شرط جازم لم يقترن بالفاء.

جملة «وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ» حالية.

وَأَعِدُّوا: الإعداد: التهيئة للمستقبل.

لَهُمْ: لقتالهم.

مِنْ قُوَّةٍ: قال صلّى الله عليه وآله وسلم ثلاثا فيما رواه مسلم: «ألا إن القوة: الرمي»وهي الآن: كل ما يتقوى به في الحرب.

وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ: رباط الخيل: اسم للخيل التي تربط في سبيل الله، فالمراد من رباط الخيل: حبسها واقتناؤها في سبيل الله وإعدادها للجهاد باعتبار أنها كانت في الماضي أداة الحرب المهمة.

تُرْهِبُونَ بِهِ: تخوفون من الإرهاب والترهيب: وهو الإيقاع في الرهبة: وهي الخوف المقترن بالاضطراب.

عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ: هم في الماضي كفار مكة، والآن: كل من يعادي الإسلام ويتآمر عليه وعلى المسلمين.

وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ: أي غيرهم وهم المنافقون أو اليهود.

يُوَفَّ إِلَيْكُمْ: جزاؤه إليكم.

وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ: لا تنقصون منه شيئاً