﴿وَأَذِنَتْ﴾: من الأُذن؛ أي استمعت وأنصتت لأمر ربّها وانقادت له، فكأنّ الله سبحانه وتعالى جعل للسّماء أُذناً تسمع، والاستماع له طريقان: طريقٌ يسمع ويكون له خيارٌ في أن يطيع أو يعصي، والطّريق الآخر يسمع وليس له خيارٌ، فالسّماء تسمع وليس لها خيارٌ؛ لأنّها تسمع لأمر خالقها الّذي لا تملك معه خياراً، لذلك بمجرّد أن استمعت انقادت لأمر ربّها القادر على إنفاذ مراده منها، فقد قال لها وللأرض: ﴿فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ [فصِّلت: من الآية 11]؛ لأنّها مُسخّرةٌ لأمر الخالق عزَّ وجل.
﴿وَحُقَّتْ﴾: حقّ لها أن تسمع وأن تطيع، فهي جديرةٌ بهذا الانقياد؛ لأنّها خُلِقَت على هيئة الانصياع والامتثال، فهي تنشقّ بمجرّد سماع الأمر من خالقها.