الآية رقم (10) - وأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا

كما أنّ هناك بشارةً فكذلك هناك إنذارٌ، لكنّه هنا لم يقل: (لا يؤمنون بالله سبحانه وتعالى)، بل أخذ آخر عنصرٍ من عناصر الإيمان، وهو أهمّها، وعناصر الإيمان كلّها مهمّةٌ، لكن يتكرّر كثيراً ربط الإيمان بالله سبحانه وتعالى باليوم الآخر؛ لأنّ الإيمان بالله سب﴿وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾حانه وتعالى يستوجب أن يكون هناك يومٌ آخر فيه حسابٌ وفيه ثوابٌ وعقابٌ، فالّذي لا يؤمن بالآخرة لم يجعل في ذهنه حساباً ليومٍ يقف فيه بين يدي الله عز وجل ليحاسب على الكبيرة والصّغيرة، فهو يقوم بالأعمال وفق مصالحه وليس وفق المبادئ والقيم الّتي جاء بها الإسلام، فهنا المراد الّذين لا يؤمنون بيوم الحساب ولا يعملون الصّالحات وينشرون في الأرض الفساد.

﴿أَعْتَدْنَا لَهُمْ﴾: أي: هيّأنا لهم.

﴿عَذَابًا أَلِيمًا﴾: الّذي يتحدّث هو المولى سبحانه وتعالى، فأنت تتصوّر الألم في الدّنيا، فكيف عندما يصف الله سبحانه وتعالى العذاب بأنّه أليمٌ؟!

﴿وَأَنَّ﴾: الواو: حرف عطف.
أن: حرف توكيد مشبّه بالفعل.
﴿الَّذِينَ﴾: اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ نصب اسم “إن”.
﴿لَا﴾: حرف نفي.
﴿يُؤْمِنُونَ﴾: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
﴿بِالْآخِرَةِ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ”يؤمنون”.
﴿أَعْتَدْنَا﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على السكون، و “نا”: ضمير فاعل.
﴿لَهُمْ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ”أعتدنا”.
﴿عَذَابًا﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿أَلِيمًا﴾: نعت لـ”عذابًا” منصوب بالفتحة.
والمصدر المؤول من “أن الذين” في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف، والجارّ والمجرور متعلّقان بما تعلق به المصدر المؤول الأول.
وجملة “لا يؤمنون” لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها صلة الموصول “الذين”.
وجملة “أعتدنا” في محلّ رفع خبر “أن”.