كما أنّ هناك بشارةً فكذلك هناك إنذارٌ، لكنّه هنا لم يقل: (لا يؤمنون بالله سبحانه وتعالى)، بل أخذ آخر عنصرٍ من عناصر الإيمان، وهو أهمّها، وعناصر الإيمان كلّها مهمّةٌ، لكن يتكرّر كثيراً ربط الإيمان بالله سبحانه وتعالى باليوم الآخر؛ لأنّ الإيمان بالله سب﴿وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾حانه وتعالى يستوجب أن يكون هناك يومٌ آخر فيه حسابٌ وفيه ثوابٌ وعقابٌ، فالّذي لا يؤمن بالآخرة لم يجعل في ذهنه حساباً ليومٍ يقف فيه بين يدي الله عز وجل ليحاسب على الكبيرة والصّغيرة، فهو يقوم بالأعمال وفق مصالحه وليس وفق المبادئ والقيم الّتي جاء بها الإسلام، فهنا المراد الّذين لا يؤمنون بيوم الحساب ولا يعملون الصّالحات وينشرون في الأرض الفساد.
﴿أَعْتَدْنَا لَهُمْ﴾: أي: هيّأنا لهم.
﴿عَذَابًا أَلِيمًا﴾: الّذي يتحدّث هو المولى سبحانه وتعالى، فأنت تتصوّر الألم في الدّنيا، فكيف عندما يصف الله سبحانه وتعالى العذاب بأنّه أليمٌ؟!