الآية رقم (158) - هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ

ملائكة الموت عندما تأتي وتبسط أيديها تقول لهم: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ﴾ [الأنعام: من الآية 93].

﴿أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ﴾: الإتيان من الرّبّ هل هو كالإتيان من البشر؟ الجواب: الله سبحانه وتعالى كما أخبر جلَّ جلاله: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشّورى: من الآية 11]، فأنت تبصر والله سبحانه وتعالى بصيرٌ، فهل أنت ببصرك كما هي صفات الله سبحانه وتعالى؟ الإتيان من الرّبّ ليس هو انخلاعٌ من مكانٍ إلى مكانٍ، فهذا يكون للإنسان، فعندما يقول النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «ينزل الله إلى السّماء الدّنيا كلّ ليلةٍ حين يمضي ثلث اللّيل الأوّل فيقول: أنا الملك أنا الملك، من ذا الّذي يدعوني فأستجيب له، من ذا الّذي يسألني فأعطيه، من ذا الّذي يستغفرني فأغفر له، فلا يزال كذلك حتّى يضيء الفجر»([1])، فإنّه جلَّ جلاله ينزل نزولاً يليق بجلاله وبكمال صفاته، وليس هو نزولٌ من مكانٍ إلى مكانٍ، وليس هو إتيان انخلاعٍ من مكانٍ إلى مكانٍ، الإتيان من الرّبّ بالنّسبة لنا غير معلومٍ، لكنّ المعلوم هو أنّه ليس كمثله شيءٌ.

هَلْ: حرف استفهام يفيد النفي.

يَنْظُرُونَ: مضارع والواو فاعله

إِلَّا: أداة حصر.

أَنْ: ناصبة

تَأْتِيَهُمُ: مضارع منصوب والهاء مفعوله

الْمَلائِكَةُ: فاعله والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول به.

ومثلها أو يأتي ربك.

أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ: والتقدير هل ينظرون إلا إتيان الملائكة أو إتيان ربك. إلخ

آياتِ: مضاف إليه.

و رَبُّكَ: مضاف إليه.

يَوْمَ: ظرف زمان متعلق بالفعل المؤخر لا ينفع.

لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها: لا نافية وفعل مضارع ومفعوله وفاعله والجملة مستأنفة لا محل لها

وجملة (يأتي بعض): في محل جر بالإضافة بعد الظرف يوم.

لَمْ تَكُنْ: مضارع ناقص مجزوم واسمه ضمير مستتر والجملة في محل نصب صفة نفسا.

آمَنَتْ: فعل ماض والتاء للتأنيث.

مِنْ قَبْلُ: من حرف جر، قبل ظرف زمان مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما. والجملة في محل نصب خبر تكن.

أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور وخيرا مفعوله والفاعل هي والجملة معطوفة.

قُلِ: فعل أمر والجملة مستأنفة لا محل لها

انْتَظِرُوا: فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعله والجملة مقول القول.

إِنَّا: إن واسمها.

مُنْتَظِرُونَ: خبرها. والجملة تعليلية لا محل لها

هَلْ يَنْظُرُونَ: ينتظرون أي ما ينتظر المكذبون.

إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ: لقبض أرواحهم.

أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ: أي أمره، بمعنى عذابه.

أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ: أي علاماته الدالة على الساعة.

يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ: وهي طلوع الشمس من مغربها، كما في حديث الصحيحين.

أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها: أي أو نفساً لم تكن كسبت في إيمانها طاعة، أي لا تنفعها توبتها