الآية رقم (5) - هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ

هذا استفهامٌ وليس جواب القسم.

هنا استفهامٌ تقريريٌّ يؤكّد القضيّة المطروحة، وهو أقوى في العرض من الإخبار عنها، فالحقّ يطرح القضيّة بالاستفهام التّقريريّ؛ لأنّه تعالى واثقٌ من أنّ العقل والفطرة لا يجيبان إلّا بما يؤيّد مراده سبحانه وتعالى، ولا بدّ أن يقول في الجواب: نعم، في ذلك قسمٌ لذي حِجْر، فالاستفهام جعل المخاطَب يقرّ بالقضيّة بدلاً من إخباره بها، وهذا أوثق من جواب القَسَم.

﴿حِجْرٍ﴾: معناها: عقلٌ متدبّرٌ، وسمّي بذلك؛ لأنّه يحجر صاحبه ويمنعه عن الخطأ، وهذه هي مهمّة العقل، يقيّد الإنسان عن الشّرّ، ومنها عقلتُ البعير؛ أي قيّدته حتّى لا ينفلت منه، فالعقل هو الّذي يعقل حركة الإنسان بحيث لا تكون إلّا بالخير ولا تنتهي إلّا إلى السّعادة وتحقيق النّفع، والله جعل العقل في الإنسان ليحجر الغرائز ويعقلها عن التّعدّي، ويرتقي بها إلى ما أراده الخالق سبحانه وتعالى للإنسان، ويساعده في هذه المهمّة الشّرائع والتّكاليف الّتي فرضها الله سبحانه وتعالى على الإنسان، وربّ سائلٍ يسـأل: لماذا ركّب الله سبحانه وتعالى  هذه الغرائز في الإنسان؟ نقول: لأنّ لها مهمّةً جوهريّةً في حياته لذلك جعلها الله سبحانه وتعالى  غريزةً مركوزةً في طبيعته، لكنّ هذه الغريزة يجب أن تقف عند ما خُلقت لأجله، مثلاً غريزة حبّ الطّعام جُعلت لاستبقاء الحياة، غريزة الجنس جُعلت لبقاء النّوع، غريزة حبّ الاستطلاع جعلت لتحملك على البحث والاستقصاء.. وهكذا فالغرائز تُضبط بالعقول.

والآيات القرآنيّة كلّها تخاطب العقول البشريّة.

هَلْ: حرف تقرير

فِي ذلِكَ: خبر مقدم

قَسَمٌ: مبتدأ مؤخر

لِذِي: صفة قسم

حِجْرٍ: مضاف إليه والجملة الاسمية جواب القسم.

﴿حِجْرٍ﴾: معناها: عقلٌ متدبّرٌ، وسمّي بذلك؛ لأنّه يحجر صاحبه ويمنعه عن الخطأ، وهذه هي مهمّة العقل، يقيّد الإنسان عن الشّرّ، ومنها عقلتُ البعير؛ أي قيّدته حتّى لا ينفلت منه