الآية رقم (15) - هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى

ما هي العلاقة؟ بعض النّاس بسبب عدم درايتهم بكتاب الله سبحانه وتعالى  وبالقرآن الكريم وأحكامه، وأسلوبه المعجز، اعتقدوا أنّ هناك قطعاً وعدم تسلسلٍ في الأفكار والرّؤى، وهذا كلامٌ مردودٌ عليهم؛ لأنّهم لا يعرفون ما هو القرآن الكريم، ولو علموا ما هو لعلموا العلّة والسّبب في ذلك، حيث لا يوجد في القرآنِ الكريمِ قطعٌ، فهو كلام الله سبحانه وتعالى  لهداية البشر، يُخاطب مَلَكات النّفس البشريّة وقلب الإنسان وعقله، وهو ليس كتاب فيزياء ولا كيمياء ولا كتاب علمٍ مع أنّه يتضمّن آياتٍ علميّةً وإشاراتٍ كونيّةً، والله سبحانه وتعالى  عندما يتحدّث في قضيّةٍ يسوق الأدلّة عليها من واقع النّاس، ويسلّي قلب النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم في ذكر قصص الأنبياء كما قال سبحانه وتعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [يوسف: من الآية 111]، فهي لم تكن قصّةً بشريّةً، فالقصّة البشريّة لها مقدّمةٌ وعناصرُ وشخصيّاتٌ وأحداث، وتتعلّق ببطولةٍ تدور حول الأشخاص أو الأحداث، بينما البطولة في القصص القرآنيّ تدور حول الإيمان ووظائفه، وحول توظيف الأحداث التّاريخيّة الّتي جرت بوظيفةٍ إيمانيّةٍ، وفي الآيات السّابقة كان الحديث عن أحداث يوم القيامة، فما علاقة قصّة موسى عليه السَّلام بهذا الأمر؟ الجواب: إنّ المولى سبحانه وتعالى يتحدّث عن أحداث يوم الحساب، وعندما يتحدّث عمّا سيلاقيه النّاس في ذلك اليوم، يأتي بقصّةٍ من القصص الّتي حدثت معهم وفي دنياهم، ويبيّن ما هو المآل، وأنّ الحساب سيكون أشدّ ممّا جرى في الدّنيا، وإيّاكم أن تعتقدوا أنّ الحساب فقط في الدّنيا، فهناك حسابٌ في الآخرة، فمن أفلت من عدالة الأرض فلن يفلت من عدالة السّماء أبداً.

ويُعبّر المولى سبحانه وتعالى في كلماتٍ مقتضبةٍ تعبيراً دقيقاً عمّا جرى، وعن الوظيفة الإيمانيّة المطلوبة لأحداث يوم القيامة ضمن السّياق القرآنيّ.

فما هو حديث موسى عليه السَّلام؟

هَلْ: حرف استفهام

أَتاكَ: ماض ومفعوله

حَدِيثُ: فاعل

مُوسى: مضاف إليه والجملة مستأنفة لا محل لها

 

﴿هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى﴾: خطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم بقصد تسليته على تكذيب قومه، وتهديدهم عليه بأن يصيبهم مثلما أصاب من هو أعظم منهم