﴿قُلْ﴾: قل يا محمّد، والمراد: قولوا أنتم جميعاً.
﴿مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ﴾: موتوا: تعبير عن شدّة ما يؤثّر الغيظ في الإنسان، لذلك النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم عندما جاءه رجل وقال: أوصني يا رسول الله، ماذا قال له؟ قال: «لا تغضب»، فردّد مراراً، قال: «لا تغضب»([1])، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾ [آل عمران: من الآية 134]، فمطلوب منّا كظم الغيظ وعدم الغضب، أمّا هم فقال لهم: موتوا بغيظكم؛ لأنّه لا يوجد بينهم محسنون أو مصلحون.
﴿إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾؛ لأنّ الصّدر هو الّذي يحتوي مخزون العمل، «إنّما الأعمال بالنّيات، وإنّما لكلّ امرىء ما نوى»([2])، هذا الحديث المشهور عن سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه يُقال عنه: إنّه نصف الدّين، لماذا؟ لأنّ النّيّة هي أساس الإخلاص.