الآية رقم (119) - هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ

﴿قُلْ: قل يا محمّد، والمراد: قولوا أنتم جميعاً.

﴿مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ: موتوا: تعبير عن شدّة ما يؤثّر الغيظ في الإنسان، لذلك النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم عندما جاءه رجل وقال: أوصني يا رسول الله، ماذا قال له؟ قال: «لا تغضب»، فردّد مراراً، قال: «لا تغضب»([1])، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ [آل عمران: من الآية 134]، فمطلوب منّا كظم الغيظ وعدم الغضب، أمّا هم فقال لهم: موتوا بغيظكم؛ لأنّه لا يوجد بينهم محسنون أو مصلحون.

﴿إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ؛ لأنّ الصّدر هو الّذي يحتوي مخزون العمل، «إنّما الأعمال بالنّيات، وإنّما لكلّ امرىء ما نوى»([2])، هذا الحديث المشهور عن سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه يُقال عنه: إنّه نصف الدّين، لماذا؟ لأنّ النّيّة هي أساس الإخلاص.

 


([1]) صحيح البخاريّ: كتاب الأدب، باب الحذر من الغضب، الحديث رقم (5765).
([2]) صحيح البخاريّ: كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، الحديث رقم (1).

ها: الهاء للتنبيه

أَنْتُمْ: مبتدأ

أُولاءِ: خبر

تُحِبُّونَهُمْ: فعل مضارع وفاعل ومفعول به والجملة حالية

وَلا يُحِبُّونَكُمْ: الواو عاطفة لا نافية والجملة معطوفة

وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ: كله توكيد والجار والمجرور متعلقان بالفعل المضارع تؤمنون قبلهما والجملة معطوفة

وَإِذا لَقُوكُمْ: الواو استئنافية إذا ظرف لما يستقبل من الزمن متعلق بقالوا لقوكم فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة في محل جر بالإضافة

جملة «قالُوا» الجملة لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم

آمَنَّا: ماض وفاعله والجملة مستأنفة

وَ: عاطفة

إِذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط

خَلَوْا: ماض وفاعله والجملة مضاف إليه

عَضُّوا: ماض وفاعله والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم

عَلَيْكُمُ: متعلقان بعضوا

الْأَنامِلَ: مفعول به

مِنَ الْغَيْظِ: متعلقان بمحذوف تمييز أي حقدا من الغيظ.

قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ: جملة موتوا مقول القول

جملة «قُلْ» مستأنفة

مُوتُوا: أمر وفاعل والجملة مقول القول

بِغَيْظِكُمْ: متعلقان بموتوا

إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ: إن ولفظ الجلالة اسمها وعليم خبرها.

بِذاتِ: متعلقان بعليم

الصُّدُورِ: مضاف إليه والجملة مستأنفة أو تعليلية.

الْأَنامِلَ: أطراف الأصابع

مِنَ الْغَيْظِ: من شدة الغضب لما يرون من ائتلافكم، ويعبر عن شدة الغضب أو الندم بعض الأنامل مجازا، وإن لم يكن ثمّ عض

قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ: أي ابقوا عليه إلى الموت، فلن تروا ما يسركم

إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ: أي بما في القلوب، ومنه ما يضمره هؤلاء.