الآية رقم (134) - مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا

فهل يمكن للأرض أن تثمر من دون أن تُزرَع؟! فالإنسان الّذي يزرع -بغضّ النّظر عن إيمانه أو عدم إيمانه- يحصد، ﴿مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ﴾ لماذا اختار طريقاً واحداً؟ فليأخذ ثواب الدّنيا والآخرة معاً، وليعمل عملاً صالحاً، فالله سبحانه وتعالى يقول لك: الأفضل أن تأخذ ثواب الدّنيا والآخرة، انفعل بحركتك للأشياء الّتي خلقتها من أجلك فتأخذ ثواب الدّنيا، والتزم بأوامر ربّك سبحانه وتعالى وأحسن مع خلقه تأخذ ثواب الآخرة، فمن كان يريد ثواب الدّنيا فليعلم أنّ الله سبحانه وتعالى عنده ثواب الدّنيا والآخرة، ولا يقل: إنّ الجنّة هي للفقراء فقط، فالله سبحانه وتعالى يقول لك: اسعَ واعمل تحصل على الرّزق والتّقدّم والحضارة، انفع النّاس، انفعل مع المخلوقات الّتي خلقتها من أجلك، تعلّم العلم، ابنِ المصانع، تطوّر علميّاً وتقنيّاً وحضاريّاً تأخذ ثواب الدّنيا، وثواب الآخرة إذا التزمت بأوامر ربّك مع أخذك لأسبابه في خلقه.

﴿وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾: لماذا قال هنا: ﴿سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ وليس غفوراً رحيماً؟ لأنّ الأمر يتعلّق بالعمل المناط بالإنسان، والجهد الّذي يبذله، فاطمئنّ أنّ الله سبحانه وتعالى يسمع ويرى، وهو بصيرٌ يرى كلّ جارحةٍ من جوارح الإنسان وما تقوم به من عمل.

مَنْ كانَ: اسم الشرط مبتدأ والفعل الناقص في محل جزم فعل الشرط

يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنْيا: فعل مضارع ومفعوله ومضاف إليه والجملة في محل نصب خبر كان واسمها ضمير مستتر

فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوابُ الدُّنْيا: عند ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر المبتدأ ثواب الدنيا مضاف إليه والجملة في محل جزم جواب الشرط من وفعل الشرط وجوابه خبر المبتدأ من وجملة «مَنْ كانَ يُرِيدُ» مستأنفة

وَكانَ اللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً: سبق إعراب مثلها.

من كان يريد: ممن أظهرَ الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم من أهل النفاق، الذين يستبطنون الكفر وهم مع ذلك يظهرون الإيمان

ثواب الدنيا: يعني: عَرَض الدنيا بإظهارهِ مَا أظهر من الإيمان بلسانه.

فعند الله ثواب الدنيا: يعني: جزاؤه في الدنيا منها وثوابه فيها، وهو ما يصيبُ من المغنم إذا شَهِد مع النبي مشهدًا، وأمنُه على نفسه وذريته وماله، وما أشبه ذلك. وأما ثوابه في الآخرة، فنارُ جهنم.