فهل يمكن للأرض أن تثمر من دون أن تُزرَع؟! فالإنسان الّذي يزرع -بغضّ النّظر عن إيمانه أو عدم إيمانه- يحصد، ﴿مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ﴾ لماذا اختار طريقاً واحداً؟ فليأخذ ثواب الدّنيا والآخرة معاً، وليعمل عملاً صالحاً، فالله سبحانه وتعالى يقول لك: الأفضل أن تأخذ ثواب الدّنيا والآخرة، انفعل بحركتك للأشياء الّتي خلقتها من أجلك فتأخذ ثواب الدّنيا، والتزم بأوامر ربّك سبحانه وتعالى وأحسن مع خلقه تأخذ ثواب الآخرة، فمن كان يريد ثواب الدّنيا فليعلم أنّ الله سبحانه وتعالى عنده ثواب الدّنيا والآخرة، ولا يقل: إنّ الجنّة هي للفقراء فقط، فالله سبحانه وتعالى يقول لك: اسعَ واعمل تحصل على الرّزق والتّقدّم والحضارة، انفع النّاس، انفعل مع المخلوقات الّتي خلقتها من أجلك، تعلّم العلم، ابنِ المصانع، تطوّر علميّاً وتقنيّاً وحضاريّاً تأخذ ثواب الدّنيا، وثواب الآخرة إذا التزمت بأوامر ربّك مع أخذك لأسبابه في خلقه.
﴿وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾: لماذا قال هنا: ﴿سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ وليس غفوراً رحيماً؟ لأنّ الأمر يتعلّق بالعمل المناط بالإنسان، والجهد الّذي يبذله، فاطمئنّ أنّ الله سبحانه وتعالى يسمع ويرى، وهو بصيرٌ يرى كلّ جارحةٍ من جوارح الإنسان وما تقوم به من عمل.