﴿وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ﴾: عدم إطلاع النّاس على الغيب سنّة من سنن الله، ونجد بعض النّاس يذهبون إلى المنجّمين ليخبروهم بالمستقبل، لكن في بعض الأحيان قد يقول المنجّم والعرّاف أمراً ما ويحدث كما أخبر، فأنت بمقياسك تعتقد أنّه صادق وهو كاذب، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «من أتى عرّافاً أو كاهناً فصدّقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم»([1])، والغيب له عدّة أنواع:
1- الغيب المطلق، وهو الّذي يستأثر المولى بعلمه، ولا يطلع أحداً عليه، ولو أطلع الله النّاس على هذا الغيب ما عاش إنسان من الغمّ، لماذا؟ سأضرب لكم مثالاً: لو أطلعك الله على الغيب فعلمت أنّك ستعيش عشرين عاماً وبعد عشر سنوات سيصيبك مرض خطير، وسترزق بأشياء كثيرة محبّبة إليك… فعندما تسمع بقضيّة محزنة واحدة سيذهب كلّ الفرح وستبقى تفكّر فيها، وتموت قهراً، فإذاً من لطف الله ورحمته بخلقه استأثر بعلم الغيب، يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ [الأنعام]، لم يقل: (مفاتيح الغيب) بل قال: ﴿مَفَاتِحُ الْغَيْبِ﴾.