الآية رقم (179) - مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ

﴿وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ: عدم إطلاع النّاس على الغيب سنّة من سنن الله، ونجد بعض النّاس يذهبون إلى المنجّمين ليخبروهم بالمستقبل، لكن في بعض الأحيان قد يقول المنجّم والعرّاف أمراً ما ويحدث كما أخبر، فأنت بمقياسك تعتقد أنّه صادق وهو كاذب، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «من أتى عرّافاً أو كاهناً فصدّقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم»([1])، والغيب له عدّة أنواع:

1- الغيب المطلق، وهو الّذي يستأثر المولى بعلمه، ولا يطلع أحداً عليه، ولو أطلع الله النّاس على هذا الغيب ما عاش إنسان من الغمّ، لماذا؟ سأضرب لكم مثالاً: لو أطلعك الله على الغيب فعلمت أنّك ستعيش عشرين عاماً وبعد عشر سنوات سيصيبك مرض خطير، وسترزق بأشياء كثيرة محبّبة إليك… فعندما تسمع بقضيّة محزنة واحدة سيذهب كلّ الفرح وستبقى تفكّر فيها، وتموت قهراً، فإذاً من لطف الله ورحمته بخلقه استأثر بعلم الغيب، يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ [الأنعام]، لم يقل: (مفاتيح الغيب) بل قال: ﴿مَفَاتِحُ الْغَيْبِ.

ما كانَ اللَّهُ: ما نافية كان ولفظ الجلالة اسمها

لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ: مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام الجحود المسبوقة بنفي والمصدر المؤول في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مريدا تركهم

الْمُؤْمِنِينَ: مفعول به

عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ: ما اسم موصول في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بيذر

أَنْتُمْ: مبتدأ

عَلَيْهِ: متعلقان بمحذوف خبر والجملة الاسمية صلة الموصول

حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ: حتى حرف غاية وجر والمصدر المؤول من أن المضمرة بعد حتى والفعل يميز في محل جر بحتى، والجار والمجرور متعلقان بيذر

مِنَ الطَّيِّبِ: متعلقان بيميز

وَما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ: عطف على «ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ … » وهي مثلها في إعرابها

وَلكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي: لكن ولفظ الجلالة اسمها وجملة يجتبي خبرها

جملة «وَلكِنَّ … » معطوفة

مِنْ رُسُلِهِ: متعلقان بحتى

مَنْ يَشاءُ: اسم موصول مفعول به وجملة يشاء صلة الموصول.

فَآمِنُوا بِاللَّهِ: الفاء هي الفصيحة وفعل أمر والواو فاعله ولفظ الجلالة وحرف الجر متعلقان بالفعل والجملة جواب شرط غير جازم

وَرُسُلِهِ: عطف على الله

وَإِنْ تُؤْمِنُوا: الواو استئنافية إن شرطية تؤمنوا فعل الشرط مجزوم بحذف النون والواو فاعل

وَتَتَّقُوا: عطف

فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ: الجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط. الفاء رابطة للجواب والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف وأجر مبتدأ وعظيم صفة.

يَمِيزَ: أي يميّز ويفرز ويفصل

الْخَبِيثَ: المنافق

مِنَ الطَّيِّبِ:المؤمن، أي ليظهر الفارق الواضح بين المنافق والمؤمن بالتكاليف الشاقة، كما في يوم أحد.

وَما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ: فتعرفوا المنافق من غيره قبل التمييز.

يَجْتَبِي: يختار ويصطفي

مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ: فيطلعه على غيبه، كما أطلع النبي صلّى الله عليه وسلّم على حال المنافقين

وَتَتَّقُوا: النفاق