الآية رقم (186) - مَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ

﴿مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ﴾: إذاً لماذا الدّعوة إلى الهداية؟ لماذا يحاسب الله سبحانه وتعالى  النّاس على ضلالهم ما دام أنّه يقول: ﴿مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ﴾؟ الجواب: أوّلاً يجب أن ننتبه إلى نقطةٍ مهمّة وهي أنّ كلّ ما يتعلّق بصفات الله وأسمائه وأفعاله وكلامه سبحانه وتعالى  يجب ألّا نأخذه على مقاييس قول البشر، أو على مقاييس فعل البشر أو على مقاييس صفة البشر؛ لأنّ صفات الله سبحانه وتعالى  هي صفات الكمال، وهي صفاتٌ مطلقةٌ، فإذا قلنا: بأنّ الله سبحانه وتعالى  حيٌّ فهو حيٌّ لا يموت، بينما تقول عن إنسانٍ: إنّه حيٌّ، لكنّه يموت، وتقول عن إنسانٍ: بأنّه كريمٌ، هو كريمٌ ضمن نطاقٍ محدودٍ، وضمن الموارد الـمُتاحة له لأن يكون كريماً بها، فكيف بمالك الـمُلك؟ وهذا الكريم قد يكون اليوم كريماً وغداً بخيلاً، هو عالم أغيارٍ، وقد يبقى كريماً لكنّه يموت، أمّا الحيّ الّذي لا يموت فهو يملك خزائن السّماوات والأرض.

مَنْ: اسم شرط جازم مبتدأ، والجملة الفعلية

يُضْلِلِ اللَّهُ: في محل رفع خبر والجملة الاسمية من يضلل مستأنفة.

فَلا: الفاء رابطة للجواب ولا نافية للجنس.

هادِيَ: اسمها.

لَهُ: متعلقان بمحذوف خبرها أو باسم الفاعل هادي والخبر محذوف.

وَيَذَرُهُمْ: مضارع فاعله هو والهاء مفعوله والميم لجمع الذكور.

فِي طُغْيانِهِمْ: متعلقان بيعمهون، وجملة يذرهم استئنافية وجملة «يَعْمَهُونَ» حالية.

وَيَذَرُهُمْ: يتركهم

فِي طُغْيانِهِمْ: الطغيان: تجاوز الحد في الكفر والشر والظلم

يَعْمَهُونَ: يترددون تحيراً.