الآية رقم (160) - مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ

﴿مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ﴾: التّاء في كلمة الحسنة ليست تاء تأنيثٍ، إنّما هي تاء المبالغة، الحسنة هي الخير الّذي يورث الثّواب.

﴿مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا﴾: عن النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فيما يروي عن ربّه عزَّ وجلّ قال: «إنّ الله كتب الحسنات والسّيئات ثمّ بيّن ذلك، فمن همّ بحسنةٍ فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنةً كاملةً، فإن هو همّ بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسناتٍ إلى سبعمئة ضعفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ، ومن همّ بسيئةٍ فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنةً كاملةً، فإن هو همّ بها فعملها كتبها الله له سيّئةً واحدةً»([1])، ما هذه العظمة؟ وما هذه الرّحمة من الله سبحانه وتعالى؟ الحسنة بعشر أمثالها إلى أضعافٍ مضاعفةٍ، قال سبحانه وتعالى: ﴿مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة].

﴿وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾: هذه قمّة العدل مع الرّحمة.


([1]) صحيح البخاريّ: كتاب الرّقاق، باب من همّ بحسنةٍ أو بسيّئةٍ، الحديث رقم (6126).

مَنْ: اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ.

جاءَ بِالْحَسَنَةِ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور.

فَلَهُ: الفاء رابطة لجواب الشرط. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر.

عَشْرُ: مبتدأ مؤخر

أَمْثالِها: مضاف إليه مجرور والجملة في محل جزم جواب الشرط وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ من.

فَلا: الفاء رابطة لجواب الشرط. لا نافية.

يُجْزى: مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الألف ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهو المفعول الأول.

إِلَّا: أداة حصر.

مِثْلَها: مفعول به ثان، والجملة جواب الشرط

وَهُمْ: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.

لا يُظْلَمُونَ: لا نافية، يظلمون مضارع مبني للمجهول. والواو نائب فاعل والجملة خبر هم.

وجملة (وهم لا يظلمون): مستأنفة لا محل لها.

فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها: أي جزاء عشر حسنات.

إِلَّا مِثْلَها: أي جزاء واحد مماثلاً لها

وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ: لا ينقصون من جزائهم شيئًا.

قال بعضهم: الحسنة: قول: لا إله إلا الله، والسيئة: هي الشرك.

قال الرازي: وهذا بعيد، بل يجب أن يكون محمولا على العموم.