الآية رقم (3) - مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى

الحديث هنا عن فتور الوحي مدّةً من الزّمن، وذلك لحكمةٍ إلهيّةٍ عظيمةٍ، فاتّصال السّماء بالأرض هو اتّصالٌ عن طريق الوحي بواسطة الـمَلَك جبريل عليه السَّلام وعندما ينزل جبريل عليه السَّلام على قلب المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم تكون روح النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وجسده وحركته وفعله وقوله من خلال هذا الوحي، لذلك عندما فتر الوحي حزن الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم كثيراً، ولكنّ أعداء الدّين والنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم استغلّوا ذلك فأطلقوا الشّائعات بأنّ ربَّ محمّدٍ قد ودّعه وجفاه وقلاه.

﴿وَمَا قَلَى﴾: القِلى: البُغض.

ولو كان القرآن الكريم من تأليف بشرٍ لكان المقتضى اللّغويّ أن تكون العبارة: (ما ودّعك ربّك وما قلاك)، لكنّه سبحانه وتعالى أطلق فقال: ﴿وَمَا قَلَى﴾، وهذه من أعظم الآيات الّتي فيها تكريمٌ وحبٌّ لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من قِبَل ربّه سبحانه وتعالى، فالوداع يمكن أن يكون للحبيب، أمّا القِلى والبغض فلا يكون إلّا للعدوّ، فلا يمكن أن يقول الله جلَّ جلاله: كلمة (قلاك) بكاف الخطاب، بل تركها مطلقةً.

ما: نافية

وَدَّعَكَ: ماض ومفعوله

رَبُّكَ: فاعل والجملة جواب القسم لا محل لها

وَما قَلى: معطوفة على ما قبلها.

﴿وَمَا قَلَى﴾: القِلى: البُغض.