الآية رقم (67) - مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

قلنا: بأنّ المعارك الّتي تمّت بين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبين المشركين إنّما كانت لردّ الاعتداء وليست من أجل نشر الدّين، ولم يؤذن للمؤمنين أن يقاتلوا إلّا عندما اُعتدي عليهم: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)  [الحجّ: من الآية 39]، وهذا القتال هو دفاعٌ عن النّفس والأرض والعرض والوطن، وهو أمرٌ مشروعٌ في قوانين السّماء والأرض كلّها، وبما أنّها الموقعة الأولى والمرّة الأولى الّتي يحدث فيها قتالٌ، فسيكون هناك أسرى، وقد اختُلف في موضوعهم، لذلك بيّن الله سبحانه وتعالى لهم الحكم بعد الفعل:

(مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ): لا بدّ من التّمكين في الأرض أوّلاً، ثمّ تكون هناك مبادلةٌ للأسرى، ليصبح للمؤمنين قوّةٌ توازي قوّة المشركين حتّى يكون الأمر بالفعل وردّ الفعل والمساواة.

(تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ): لا تبحثوا عن الأمر الدّنيويّ وعن عَرَضٍ زائل في الدّنيا، فالله جلّ وعلا يريد منكم أن تبحثوا دائماً عن الآخرة.

ما كانَ: كان فعل ماض تام بمعنى استقام، وما نافية.

لِنَبِيٍّ: متعلقان بفعل كان. ويمكن أن نعرب كان فعل ماض ناقص واسمها محذوف ما كان الفداء لنبي.. والجملة مستأنفة.

أَنْ: حرف مصدري ونصب.

يَكُونَ: مضارع ناقص منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

لَهُ: متعلقان بمحذوف خبر.

أَسْرى: اسمها. والمصدر المؤول من أن والفعل يكون في محل رفع فاعل.

كانَ: وما استقام لنبي كون أسرى له.

حَتَّى: حرف غاية وجر والمصدر المؤول في محل جر بحتى، والجار والمجرور متعلقان بالفعل التام كان.

يُثْخِنَ: مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى.

فِي الْأَرْضِ: متعلقان بفعل يثخن.

تُرِيدُونَ: مضارع والواو فاعل

عَرَضَ: مفعول.

الدُّنْيا: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر. والجملة مستأنفة.

وَاللَّهُ: لفظ الجلالة مبتدأ.

يُرِيدُ الْآخِرَةَ: فعل مضارع ومفعول والجملة خبر المبتدأ. والجملة الاسمية معطوفة.

وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ: لفظ الجلالة مبتدأ وعزيز حكيم خبراه والجملة معطوفة أو مستأنفة.

ما كانَ لِنَبِيٍّ: ما صح وما ينبغي له وما شأنه.

يُثْخِنَ: يكثر القتل ويبالغ فيه.تُرِيدُونَ أيها المؤمنون.

عَرَضَ الدُّنْيا: حطامها بأخذ الفداء من الأسرى.

وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ: يريد لكم ثواب الآخرة بقتلهم.

وَاللَّهُ عَزِيزٌ: قوي لا يغلب وإنما يغلب أولياءه على أعدائه.

حَكِيمٌ: في صنعه وحكمه يعلم ما يليق بكل حال ويخصه بها.