(مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ): ما ينبغي للمشركين.
(أَن يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ): إمّا المراد عمارة الإنسان؛ أي يكون هو من يجلس داخلها ويعبد الأوثان، أو المراد بالعمارة الاهتمام بشؤون البيت الحرام.
(شَاهِدِينَ عَلَىٰ أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ ۚ): المسجد هو مكان تأديّة العبادة لله سبحانه وتعالى، والبيت الحرام هو أوّل بيتٍ وضع للنّاس، كما قال سبحانه وتعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) [آل عمران]، فما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله جلّ جلاله، فهم لا يؤمنون به سبحانه وتعالى فكيف سيعمرون مساجده جلّ وعلا بشكلٍ عامّ، والمسجد الحرام بشكلٍ خاصّ؟
(أُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ): أي مهما عملوا من سقاية الحاجّ ورعاية الأمور المتعلّقة بالبيت الحرام فهذه الأعمال كلّها ستذهب هباءً، فقد حبطت أعمالهم وأصبحت لا قيمة لها.