مقدمة الجزء الثاني عشر من التفسير

القرآن الكريم معجزةٌ خالدةٌ لكلّ زمانٍ ومكانٍ، وعطاؤه متجدّدٌ
لا ينفد، وكلّما تطوّر العقل البشريّ استطاع أن يستمدّ من القرآن الكريم وعلومه ما يوافق التّطوّر العلميّ الّذي وصل إليه.

وآيات القرآن الكريم مكتنزةٌ بعطائها العلميّ والفكريّ والرّوحيّ، وهو كتاب هدايةٍ، فيه إشاراتٌ علميّةٌ لا يمكن أن تُصادم العقل البشريّ في أيّ زمنٍ من الأزمان.

وهذا التّفسير هو محاولة تدبّرٍ لآيات كتاب الله؛ امتثالاً لأمره سبحانه وتعالى: ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ {محمّد}، متمسّكين بهدي نبيّنا محمّد ﷺ، فهو الّذي عليه نزل وبه أخذ وعمِل، فقد كان : قرآناً يمشي بين النّاس في نهجه وسيرته وسلوكه وهديه وأقواله وأفعاله، وبالعلم الّذي به أمر ﷺ.

فكان هذا التّفسير الجامع محاولةً عصريّةً للأخذ من عطاء القرآن الّذي لم يفرغ في زمن النّزول، وإنّما تعدّى كلّ العصور، ومواكبةً لتطوّر العقل البشريّ ومعطيات العلم الحديث في فهم النّصّ من خلال التّفكّر والتّعقّل والتّدبّر الّذي أمر به القرآن الكريم: (أفلا يعقلون، أفلا يتفكّرون، أفلا يتدبّرون، أفلا ينظرون).

والله وليّ التّوفيق

الشّيخ الدكتور محمّد عبد الستّار السيّد