الآية رقم (284) - لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

1- إعلامٌ من الله سبحانه وتعالى أنّه قد يُحاسب حتّى على ما في نفسك، إذا كان ما أضمرت في نفسك من شرّ قد حصل.

2- إعلامٌ من الله بأنّه يعلم السّرّ وأخفى، ويعلم ما في نفسك.

3- وإعلامٌ من الله سبحانه وتعالى للإنسان بأن يعتاد النّوايا الحسنة، وأن لا يهمّ بالأمر السّيّء، وأن تكون خواطر الإنسان قبل أفعاله حسنة؛ لذلك قال: (فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ): طبعاً مشيئة الله سبحانه وتعالى قد وضّحها أنّه يغفر الذّنوب جميعاً، قال سبحانه وتعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزّمر]، فلا نضيّق واسعاً، ولا نتدخّل في أمرٍ وسّعه الله سبحانه وتعالى للخلق، ففي قوله: (فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ) أطلقها وفق مشيئته، وهناك طلاقة قدرة لمشيئته سبحانه وتعالى ، لماذا يغفر لمن يشاء؟ لأنّه على كلّ شيء قدير، وهو ليس بحاجة لا لعبادتك، ولا تضرّه معصيتك؛ لذلك (فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).


([1]) صحيح مسلم: كتاب الإيمان، باب إذا همّ العبد بحسنة كُتبت وإذا همّ بسيئة لم تُكتب، الحديث رقم (130).

لِلَّهِ: لفظ الجلالة مجرور باللام ومتعلقان بمحذوف خبر مقدم

ما: اسم موصول مبتدأ

فِي السَّماواتِ: متعلقان بمحذوف صلة الموصول والجملة استئنافية

وَما فِي الْأَرْضِ: عطف على ما في السموات.

وَإِنْ: الواو استئنافية إن شرطية

تُبْدُوا: فعل مضارع مجزوم والواو فاعل وهو فعل الشرط

ما: اسم موصول مفعول به

فِي أَنْفُسِكُمْ: متعلقان بمحذوف صلة الموصول

أَوْ تُخْفُوهُ: عطف على «تُبْدُوا»

يُحاسِبْكُمْ: جواب الشرط مجزوم

بِهِ: متعلقان بيحاسبكم

اللَّهُ: لفظ الجلالة فاعل.

فَيَغْفِرُ: الفاء استئنافية. «يغفر» فعل مضارع مرفوع والجملة خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو يغفر

لِمَنْ: متعلقان بيغفر

جملة «يَشاءُ … » صلة الموصول لا محل لها.

«وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ»: عطف على يغفر لمن يشاء

وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ: لفظ الجلالة مبتدأ وقدير خبره والجار والمجرور متعلقان بالخبر، وشيء مضاف إليه والجملة مستأنفة

تُبْدُوا: تظهروا ما في أنفسكم من السوء والعزم عليه

أَوْ تُخْفُوهُ: تسرّوه

يُحاسِبْكُمْ: يخبركم به الله يوم القيامة

فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ: يستر من أراد المغفرة له

وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ: يعاقب من أراد تعذيبه

وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ: عظيم القدرة على أي شيء، ومنه محاسبتكم وجزاؤكم

قال أبو حيان: لما ذكر المغفرة والتعذيب لمن يشاء، عقب ذلك بذكر القدرة إذ ما ذكر جزء من متعلّقات القدرة.