الآية رقم (172) - لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعًا

﴿وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا﴾: لا يمكن لأحدٍ أن يتأبّى على الحشر يوم القيامة، يوم يجمع الله سبحانه وتعالى الخلائق في ذلك اليوم الموعود، ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشّعراء]، عندما يتحدّث المولى سبحانه وتعالى عن نبيٍّ من أنبيائه، أو عن رسولٍ من رسله، كما قال سبحانه وتعالى عن النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ﴾، يصفه بصفة العبوديّة، فتمام العبوديّة لله سبحانه وتعالى هي أرقى وأعلى منزلةً عنده سبحانه وتعالى، وأكثر النّاس على الإطلاق عطاءً من الله : مَن أتمّ هذه الصّفة، وكما قلنا: الفعل دائماً يُنسب إلى الفاعل، فلا يمكن أن أنسب الفعل إلى الله سبحانه وتعالى وأقيس على فعل البشر فهذا قياسٌ فاسدٌ لا يستقيم.

 


([1]) صحيح مسلم: كتاب البرّ والصّلة والآداب، باب تحريم الظّلم، الحديث رقم (2577).

لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ: يستنكف مضارع منصوب وفاعلهَ

أنْ يَكُونَ عَبْداً: يكون فعل مضارع ناقص واسمها ضمير مستتر والمصدر المؤول في محل جر بحرف الجر التقدير: لن يستنكف عن كونه عبداً، عبداً خبر يكونِ

للَّهِ: لفظ الجلالة مجرور باللام متعلقان بمحذوف صفة عبداَ

ولَا الْمَلائِكَةُ: عطف على المسيح

لْمُقَرَّبُونَ: صفةَ

مَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ: يستنكف فعل مضارع مجزوم بمن وهو فعل الشرط تعلق به الجار والمجرور بعده وفاعله مستتر واسم الشرط من مبتدأ والجملة مستأنفةَ

يَسْتَكْبِرْ: عطفَ

سَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً: المضارع جواب الشرط ومفعوله وفاعله مستتر والجار والمجرور متعلقان بالفعل وجميعا حال والجملة في محل جزم جواب الشرط.

يَسْتَنْكِفَ: يتكبر ويأنف

يَسْتَكْبِرْ: يجعل نفسه كبيرة غرورا منه وإعجاباً بها