الآية رقم (11) - لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً

﴿لَاغِيَةً﴾: كلّ ما لا فائدة منه من الكلام، لنتأمّل الدّقّة والعظمة في هذا التّعبير، ففيه إشارةٌ إلى أنّ الفساد في الدّنيا ناشئٌ من اللّغو، وهو الّذي يُوَلّد عندنا القلق والاضطراب والخوف والشّقاء والتّناحر والتّصادم، لغوٌ في العقيدة، لغوٌ في الفكر، لغوٌ في الكلام، لغوٌ في حركة الحياة.. لذلك تنزّهت الجنّة عن أن يكون فيها لغوٌ من أيّ نوعٍ؛ لأنّها دار نعيمٍ للمتّقين، ليس فيها إلّا الهدوء والسّكون والطّمأنينة والاستقرار. وعندما كان اللّغو في حياتنا أصبحنا لا نرى إلّا عكس هذه الصّفات، فالمجتمع يعاني من الضّجيج وصخب الحياة ومن القلق والخوف بدل الطّمأنينة والاستقرار، لذلك الحقّ سبحانه وتعالى عندما وصف المؤمنين قال جلَّ جلاله: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ﴾ [المؤمنون]، قدّم اللّغو وذكره بين أهمّ فريضتين هما الصّلاة والزكاة.

لا: نافية

تَسْمَعُ: مضارع فاعله مستتر

فِيها: متعلقان بالفعل

لاغِيَةً: مفعول به والجملة صفة لجنة.

﴿لَاغِيَةً﴾: كلّ ما لا فائدة منه من الكلام