الآية رقم (18) - لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ

﴿لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى﴾: الّذين يستجيبون للرّبّ الّذي خلق من عدمٍ، وأوجد لهم مقوّمات الحياة واستبقاء النّوع بالزّواج والتّكاثر، فإذا دعاهم لشيءٍ فليعلموا أنّ ما يطلبه منهم متمّمٌ لمصلحتهم الّتي بدأها بإيجاد كلّ شيءٍ لهم من البداية، هؤلاء لهم الحُسنى، فلا تظنّ أنّك تتفضّل على ربّك، فسبحانه جعل الدّنيا مزرعةً للآخرة، ونحن في الدّنيا نوكل لقدرتنا على الأخذ بالأسباب، لكنّنا في الآخرة للمسبِّب، ويقول سبحانه وتعالى في آيةٍ أخرى: ﴿لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ﴾]يونس: من الآية 26[، الحُسنى هي الأمر الأحسن، وقد خلق الله سبحانه وتعالى لنا في الدّنيا الأسباب الّتي نكدح فيها، ولكنّنا في الآخرة نحيا بدون كدحٍ بكلّ ما نتمنّى، وهذا هو الحسَن، كلمة الحُسنى مؤنّثة، من أفعل التّفضيل، يُقال: حسنة وحُسنى، وفي المذكّر يُقال: حسن وأحسن.

﴿ وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ ﴾: يقول الإنسان حينها: خذوا كلّ ما أملك وأعتقوني، ولكن لا يُستجاب له.

﴿أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾: لأنّ الحساب يترتّب عليه خيراً مرّةً وشرّاً مرّةً أخرى، وهنا قال المولى سبحانه وتعالى: ﴿وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾؛ لأنّ الواحد من هؤلاء -والعياذ بالله- لن يستطيع أن يتصرّف في النّار عندما يوضع فيها، كما لا يستطيع الطّفل الوليد أن يتصرّف في مهاده.

«لِلَّذِينَ» اسم موصول متعلقان بخبر مقدم والجملة مستأنفة

«اسْتَجابُوا» ماض وفاعله

«لِرَبِّهِمُ» متعلقان باستجابوا والهاء مضاف إليه

«الْحُسْنى» مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والجملة صلة الموصول

«وَالَّذِينَ» اسم موصول معطوف على الذين قبلها

«لَمْ» حرف نفي وجزم وقلب

«يَسْتَجِيبُوا» مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل والجملة صلة

«لَهُ» متعلقان بيستجيبوا

«لَوْ» حرف شرط غير جازم

«أَنَّ» حرف مشبه بالفعل

«لَهُمْ» متعلقان بخبر مقدم

«ما» موصولية اسم أن وأن وما بعدها جملة ابتدائية لا محل لها

«فِي الْأَرْضِ» متعلقان بصلة ما

«وَمِثْلَهُ» عطف على ما والهاء مضاف إليه

«مَعَهُ» ظرف مكان والهاء مضاف إليه

«لَافْتَدَوْا» اللام واقعة في جواب الشرط

«افتدوا» ماض وفاعله والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم

«بِهِ» متعلقان بافتدوا

«أُولئِكَ» اسم إشارة في محل رفع مبتدأ والكاف للخطاب والجملة مستأنفة

«لَهُمْ سُوءُ» لهم متعلقان بخبر مقدم وسوء مبتدأ مؤخر والجملة خبر أولئك

«الْحِسابِ» مضاف إليه

«وَمَأْواهُمْ» مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والهاء في محل جر بالإضافة

«جَهَنَّمُ» خبر والجملة معطوفة على ما سبق

«وَبِئْسَ» الواو استئنافية وبئس فعل ماض لإنشاء الذم

«الْمِهادُ» فاعل مرفوع والجملة مستأنفة