الآية رقم (37) - لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ

لكلّ إنسانٍ في موقف الحساب صحائف منشورة فينشغل عمّن حوله، كلّ إنسانٍ يكون حيران كيف ينجو بنفسه في هذا الموقف العظيم، وهنا تفسيرٌ آخر، فالأخ يفرّ من أخيه؛ لأنّه أضلّه وأغواه، أو لأنّه قصّر في حقّ الأخوّة ولم يقم له بالواجب، والابن يفرّ من أبيه ومن أمّه؛ لأنّه قصّر ببرّهما، والأب والأمّ يفرّان من الأبناء؛ لأنّهما قصّرا في تربيتهم، والصّاحب يفرّ من صاحبته أي الزّوج وزوجته؛ لأنّه أهمل في حقّها أو أطعمها من الحرام أو حملها على معصيةٍ.. إذاً فالفرار في هذا اليوم أمرٌ طبيعيٌّ؛ لأنّنا في موقف الحساب والجزاء واستيفاء الحقوق لأصحابها، والنّاس في هذا اليوم دائنٌ ومدينٌ.

لِكُلِّ: متعلقان بمحذوف خبر مقدم

امْرِئٍ: مضاف إليه

مِنْهُمْ: صفة امرئ

يَوْمَئِذٍ: ظرف زمان أضيف إلى مثله

شَأْنٌ: مبتدأ مؤخر

يُغْنِيهِ: مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة الفعلية صفة شأن والجملة الاسمية لكل امرئ.. مستأنفة لا محل لها.

لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ: شغل أو حال يكفيه في الاهتمام به، ويشغله عن شأن غيره، أي اشتغل كل واحد بنفسه مما يدل على الرهبة والخوف الشديد، ويُغْنِيهِ يصرفه عن غيره