الآية رقم (93) - لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ

﴿ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ﴾: هذه المرّة الثّانية الّتي يُذكَر فيها التّقوى والإيمان، أي بعد نزول هذه الآية بالتّحريم المغلّظ للخمر والميسر.

﴿اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ﴾: أي كلّما نزلت آيةٌ زادتهم إيماناً، وأنت تُعبّر عن زيادة الإيمان بأن تطبّق كلّ أمرٍ فيه حكمٌ من أحكام الله سبحانه وتعالى، وتبتعد عن الحرام فهذا عبارةٌ عن تجديدٍ للإيمان؛ لأنّ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «الإيمان بضعٌ وسبعون، أو بضعٌ وستّون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلّا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطّريق»([1])، فإماطة الأذى عن طريق النّاس شُعبةٌ من شُعب الإيمان.

«لَيْسَ» فعل ماض ناقص «عَلَى الَّذِينَ» متعلقان بمحذوف خبر الفعل الناقص قبلهما وجملة «آمَنُوا»

صلة الموصول لا محل لها من الإعراب وجملة «عَمِلُوا الصَّالِحاتِ» معطوفة عليها، والصالحات مفعول به منصوب بالكسرة جمع مؤنث سالم. «جُناحٌ» اسم ليس «فِيما» متعلقان بجناح وجملة «طَعِمُوا» صلة الموصول لا محل لها. «إِذا» ظرفية شرطية غير جازمة. «مَا» زائدة وجملة «اتَّقَوْا» في محل جر بالإضافة وما بعدها من جمل معطوفة عليها وجواب الشرط محذوف التقدير إذا ما اتقوا وآمنوا، فليس عليهم جناح. «وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» الواو استئنافية، الله لفظ الجلالة مبتدأ خبره جملة يحب المحسنين والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها.

طَعِمُوا: ذاقوا طعمه وتلذذوا بالأكل أو الشرب، والمراد أكلوا من الخمر والميسر قبل التحريم.

إِذا مَا اتَّقَوْا: المحرمات.

ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا: ثبتوا على التقوى والإيمان.

وَأَحْسَنُوا: العمل.

وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ: أي يثيبهم.