الآية رقم (48) - لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ

(لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ): هم أرادوا الفتنة لكم قبل هذا، والفتنة هنا تأتي بمعنى العذاب أو السّوء.

(وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ): التّقليب؛ أي يقلّبون الأمور حتّى يصادفوا ما هو أسوأ بالنّسبة لكم، ومثالٌ على ذلك التّقليب وابتغاء الفتنة اجتماعهم في دار النّدوة ومحاولتهم بالوسائل والطّرق والأساليب كلّها إيجاد الأسوأ، واختاروا أسوأ الأمور الّتي تسيء للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقرّروا أن يأخذوا من كلّ قبيلةٍ رجلاً، ثمّ يجتمعون على داره ويضربونه ضربة رجلٍ واحدٍ فيتفرّق دمه بين القبائل.

(حَتَّىٰ جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ): الله سبحانه وتعالى نصرك في ذلك الموقف والله تعالى نصرك في الغار وعند خروجك من بيتك وفي بدر، والحقّ دائماً يكون إلى جانب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وظهر أمر الله سبحانه وتعالى بنصر رسوله صلّى الله عليه وسلّم.

(وَهُمْ كَارِهُونَ): هم أخرجوه ليقتلوه، والله سبحانه وتعالى أخرجه لينصره نصراً عزيزاً مؤزّراً.

لَقَدِ: اللام رابطة لجواب لقسم المحذوف. قد حرف تحقيق.

ابْتَغَوُا: فعل ماض وفاعله

الْفِتْنَةَ: مفعوله.

مِنْ قَبْلُ: متعلقان بحال محذوفة، والجملة لا محل لها جواب القسم المقدر.

وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ: لك متعلقان بالفعل والجملة الفعلية معطوفة.

حَتَّى: حرف غاية وجر. والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل

جاءَ الْحَقُّ: بعدها في تأويل مصدر في محل جر بحتى والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف أي واستمروا حتى مجيء الحق.

وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ: ماض وفاعله ولفظ الجلالة مضاف إليه.

وَهُمْ كارِهُونَ: مبتدأ وخبر والجملة الاسمية في محل نصب حال، والواو حالية.

لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ: أي لقد طلبوا وأرادوا لك تشتيت أمرك وتفريق أصحابك من قبل، أول ما قدمت المدينة، يعني يوم أحد، فإن عبد الله بن أبي وأصحابه المنافقين، كما تخلفوا عن تبوك، بعد ما خرجوا مع الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم إلى ذي جدّة أسفل من ثنية الوداع، انصرفوا يوم أحد

وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ: أجالوا الفكر في تدبير المكايد والحيل لك، ونظروا في إبطال دينك وأمرك

حَتَّى جاءَ الْحَقُّ: النصر والتأييد الإلهي

وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ: علا دينه وغلب شرعه

وَهُمْ كارِهُونَ: أي على رغم منهم