الآية رقم (82) - لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ

﴿وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ﴾: العلاقة الّتي صاغها القرآن الكريم هي علاقة المودّة، وهي أكبر من كلّ العلاقات الإنسانيّة، وهي الّتي تربط المسلمين بالنّصارى.

﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا﴾: قسّيسين: جمع قسّ، وهو المتفرّغ للعلم الربّانيّ، لعلم الإنجيل.

رهباناً: هم المتفرّغون للعبادة.

﴿وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾: فمن تعاليم الإنجيل: من ضربك على خدّك الأيمن فدِر له الأيسر، فأحكامهم الّتي جاء بها المسيح عليه السَّلام تتعلّق بالمودّة والرّحمة والسّلام، وفيها من التّواضع الشّيء الكثير.

وهذا ما أثبتته الوقائع الآن، وعبر التّاريخ، وفي أيّام النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم عندما جاءه وفد نجران من النّصارى، أدخل رجال الدّين المسيحيّ بصلبانهم إلى المسجد النّبويّ وخلع رداءه وأجلسهم وكرّمهم.

لَتَجِدَنَّ: اللام واقعة في جواب القسم المحذوف، تجدن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت

أَشَدَّ: مفعوله الأول

النَّاسِ: مضاف إليه مجرور.

عَداوَةً: تمييز منصوب

لِلَّذِينَ: الجار والمجرور متعلقان بعداوة

آمَنُوا: فعل ماض وفاعل والجملة صلة الموصول

الْيَهُودَ: مفعول به ثان

وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا: عطف على اليهود.

وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا … : كالآية السابقة

إِنَّا نَصارى: إن واسمها وخبرها والجملة مقول القول مفعول به.

ذلِكَ: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف حرف خطاب

بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ: أن حرف مشبه بالفعل وقسيسين اسمها ومنهم متعلقان بخبرها

وَرُهْباناً: عطف على قسيسين وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالياء والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر اسم الإشارة.

وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ: أن واسمها ولا نافية ومضارع مرفوع بثبوت النون وجملة لا يستكبرون في محل رفع خبر أن.

النَّاسِ: هم اليهود العرب ومشركو العرب ونصارى الحبشة في عصر التنزيل.

عَداوَةً: اعتداء وبغضاء، والعداوة ضد المسالمة والمحبة الَّذِينَ أَشْرَكُوا هم الذين جعلوا مع الله إلها آخر كعبدة الأوثان من أهل مكة، وسبب عداوتهم للمؤمنين: هو زيادة كفرهم وجهلهم وإغراقهم في اتباع الهوى ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ أي قرب مودتهم للمؤمنين بسبب أن منهم قِسِّيسِينَ

قِسِّيسِينَ: جمع قسّ وقسّيس، وهو أحد رؤساء النصارى، العالم بالدين والكتب فوق الشماس ودون الأسقف

والقسيسون: علماء النصارى

وَرُهْباناً: عبادا، جمع راهب: وهو العابد المتفرع للعبادة في دير أو صومعة.

وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ: عن اتباع الحق، كما يستكبر اليهود وأهل مكة.