﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾: العداوة: هي الخصومة الشّديدة المملوءة بالحقد، والّتي تؤدّي إلى القتل وكلّ أنواع الأذى.
فذكر أوّلاً اليهود، ثمّ الّذين أشركوا، أليس من المستغرب أنّه عندما نزل القرآن الكريم قدّم اليهود -وهم أهل الكتاب- بالعداوة على المشركين -وهم عبدة أصنام-؟ فقد مرّ منذ نزول القرآن الكريم إلى الآن أكثر من ألفٍ وأربعمئة عامٍ أثبتت بأنّه صدق: ﴿قُلْ صَدَقَ اللَّهُ﴾ [آل عمران: من الآية 95]، فعندما أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم على قلب النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم هو يعلم ما كان منهم وما سيكون، فهُم على عدائهم منذ ذلك الوقت إلى هذه اللّحظة، وكلّ ما يجري في المنطقة العربيّة وفي باقي دول العالم من حقدٍ وتكفيرٍ وإرهابٍ واعتداءٍ بمسمّياتٍ إسلاميّةٍ كان وراءها اليهود، وكلّما أشعلوا ناراً للحرب أطفأها الله جلَّ جلاله، لذلك قال سبحانه وتعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ﴾، وصدق الله عزَّ وجلّ؛ لأنّهم أشدّ من المشركين عداوةً للمؤمنين.