الآية رقم (82) - لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ

﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾: العداوة: هي الخصومة الشّديدة المملوءة بالحقد، والّتي تؤدّي إلى القتل وكلّ أنواع الأذى.

فذكر أوّلاً اليهود، ثمّ الّذين أشركوا، أليس من المستغرب أنّه عندما نزل القرآن الكريم قدّم اليهود -وهم أهل الكتاب- بالعداوة على المشركين -وهم عبدة أصنام-؟ فقد مرّ منذ نزول القرآن الكريم إلى الآن أكثر من ألفٍ وأربعمئة عامٍ أثبتت بأنّه صدق: ﴿قُلْ صَدَقَ اللَّهُ﴾ [آل عمران: من الآية 95]، فعندما أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم على قلب النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم هو يعلم ما كان منهم وما سيكون، فهُم على عدائهم منذ ذلك الوقت إلى هذه اللّحظة، وكلّ ما يجري في المنطقة العربيّة وفي باقي دول العالم من حقدٍ وتكفيرٍ وإرهابٍ واعتداءٍ بمسمّياتٍ إسلاميّةٍ كان وراءها اليهود، وكلّما أشعلوا ناراً للحرب أطفأها الله جلَّ جلاله، لذلك قال سبحانه وتعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ﴾، وصدق الله عزَّ وجلّ؛ لأنّهم أشدّ من المشركين عداوةً للمؤمنين.

لَتَجِدَنَّ: اللام واقعة في جواب القسم المحذوف، تجدن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت

أَشَدَّ: مفعوله الأول

النَّاسِ: مضاف إليه مجرور.

عَداوَةً: تمييز منصوب

لِلَّذِينَ: الجار والمجرور متعلقان بعداوة

آمَنُوا: فعل ماض وفاعل والجملة صلة الموصول

الْيَهُودَ: مفعول به ثان

وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا: عطف على اليهود.

وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا … : كالآية السابقة

إِنَّا نَصارى: إن واسمها وخبرها والجملة مقول القول مفعول به.

ذلِكَ: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف حرف خطاب

بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ: أن حرف مشبه بالفعل وقسيسين اسمها ومنهم متعلقان بخبرها

وَرُهْباناً: عطف على قسيسين وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالياء والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر اسم الإشارة.

وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ: أن واسمها ولا نافية ومضارع مرفوع بثبوت النون وجملة لا يستكبرون في محل رفع خبر أن.

النَّاسِ: هم اليهود العرب ومشركو العرب ونصارى الحبشة في عصر التنزيل.

عَداوَةً: اعتداء وبغضاء، والعداوة ضد المسالمة والمحبة الَّذِينَ أَشْرَكُوا هم الذين جعلوا مع الله إلها آخر كعبدة الأوثان من أهل مكة، وسبب عداوتهم للمؤمنين: هو زيادة كفرهم وجهلهم وإغراقهم في اتباع الهوى ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ أي قرب مودتهم للمؤمنين بسبب أن منهم قِسِّيسِينَ

قِسِّيسِينَ: جمع قسّ وقسّيس، وهو أحد رؤساء النصارى، العالم بالدين والكتب فوق الشماس ودون الأسقف

والقسيسون: علماء النصارى

وَرُهْباناً: عبادا، جمع راهب: وهو العابد المتفرع للعبادة في دير أو صومعة.

وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ: عن اتباع الحق، كما يستكبر اليهود وأهل مكة.