﴿غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ﴾: الضّرر؛ الّذي يفسد الشّيء، كالمرض مثلاً يفسد الصّحّة. لا يستوي القاعد مع المجاهد في سبيل الله سبحانه وتعالى إن كان بالمال أو النّفس.
﴿وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا﴾: أكّد أنّ هذه الدّرجة هي أجرٌ عظيمٌ لمن يبذل نفسه في سبيل وطنه، للشّهداء الّذين ضحّوا ودافعوا عن الوطن وعن كرامته ووحدة ترابه فهذه الأمور لا يمكن أن تقاس بالدّرجة ذاتها، وعندما تعلو نقول: درجاتٍ وعندما تنخفض نقول: دركاتٍ، وفي اللّغة العربيّة والتّعبير القرآنيّ تحديداً، يجب علينا أن نبيّن أمراً مهمّاً وهو أنّ النّاس أخذت عُرفاً بأنّ المتكلّم عن الإسلام والقرآن وسنّة الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم يتكلّم دائماً في مجال العبرة والعظة والوعظ والإرشاد، كلّه جيّدٌ، لكنّه كلامٌ، والله سبحانه وتعالى لا يريد كلاماً من دون أفعالٍ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ [الصّفّ]، جزءٌ يسيرٌ من الإسلام هو أن تعرّف وتعظ النّاس، والجزء الأكبر هو أن تفعل الخير حتّى يرى النّاس أثر الإسلام عليك وعلى سلوكك، لذلك قال سبحانه وتعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب]، الأسوة السّلوكيّة هي الأساس.
ففي الدّرجات لا يستوي القاعد مع المجاهد، إن كان بماله أو نفسه، أو الإنسان الّذي يبذل الجهد في العلم، أو العمل، أو التّقنيّة، أو في مصلحةٍ تحمل الخير للنّاس، أو في بناء المجتمع، لا يمكن أن تكون الدّرجة واحدة.