الآية رقم (28) - لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ

طالما أنّه سبحانه وتعالى هو الّذي يعزّ، وهو الّذي يذلّ، وهو الّذي بيده الـمُلك، وهو الّذي يحيي، وهو الّذي يميت، وهو الّذي يرزق بغير حساب، إذاً لا تتّخذوا أولياء إلّا المؤمنين، وكلمة وليّ إمّا أن تأتي بمعنى مُعان، وإمّا أن تأتي بمعنى مُعين، فإذا نُسبت لله سبحانه وتعالى فهو الـمُعين، (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) [البقرة: من الآية 257]، وإذا نُسبت للنّاس فهم الـمُعانون، (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [يونس].

(وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً): إلّا من خاف من شرّهم وتحت الضّغط، فله أن يتّقيهم بظاهره لا بباطنه ونيّته.

(وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ): حتّى لا يتّخذ الإنسان هذا الأمر شعاراً فالله سبحانه وتعالى يحذّر الإنسان أنّه يجب أن يكون صادقاً حتّى في حال الضّغط، ويأخذ بالرّخصة الّتي أُعطيت من الله سبحانه وتعالى ليتّقي هذا الشّرّ، وأن يكون قلبه معلّقاً بالله، وليس للتّهرّب من الأحكام أو من أوامر الله سبحانه وتعالى.

(وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ): المصير والمآل والنّهاية إلى الله سبحانه وتعالى، فمهما كانت الصّعوبات والمصائب الّتي يتعرّض لها الإنسان، فإنّ المرجع إلى الله، والثّواب والعقاب بيده سبحانه وتعالى.

لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ: لا ناهية جازمة.

يتخذ: فعل مضارع مجزوم وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين

الْمُؤْمِنُونَ: فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم

الْكافِرِينَ: مفعول به أول

أَوْلِياءَ: مفعول به ثان «مِنْ دُونِ» متعلقان بمحذوف صفة أولياء

الْمُؤْمِنِينَ: مضاف إليه

وَمَنْ:  الواو حالية أو استئنافية من اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ

يَفْعَلْ: فعل مضارع مجزوم وهو فعل الشرط والفاعل هو

ذلِكَ: اسم إشارة مفعول به.

فَلَيْسَ: الفاء رابطة لجواب الشرط «ليس» فعل ماض ناقص واسمها ضمير مستتر تقديره هو

مِنَ اللَّهِ: لفظ الجلالة مجرور بمن متعلقان بمحذوف حال من شيء لأنه تقدم عليه

فِي شَيْءٍ: متعلقان بمحذوف خبر ليس. والجملة في محل جزم جواب الشرط وجملتا الشرط خبر من

إِلَّا: أداة حصر

أَنْ تَتَّقُوا: المصدر المؤول من أن المصدرية والفعل في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور في محل نصب مفعول مطلق التقدير: إلا تقية.

مِنْهُمْ: متعلقان بتتقوا «تُقاةً» مفعول مطلق

وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ: فعل مضارع ولفظ الجلالة فاعله والكاف مفعول به أول ونفسه مفعول به ثان. والجملة مستأنفة

وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ: لفظ الجلالة مجرور بإلى والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم

الْمَصِيرُ: مبتدأ مؤخر والجملة مستأنفة.

أَوْلِياءَ: مفرده ولي وهو النصير والمعين.

وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ: أي يواليهم.

فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ: أي ليس من دين الله في شيء.

إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً: مصدر تقية، أي تخافوا مخافة، فلكم موالاتهم باللسان دون القلب.

وهذا في حال ضعف المسلم بأن يكون في بلد ليس قوياً فيها.

وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ: يخوّفكم الله أن يغضب عليكم إن واليتموهم.

وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ: المرجع، فيجازيكم.