الآية رقم (93) - كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

كان الحديث في الآيات السّابقة عن الإنفاق وعن المال فهو قريب من الإطعام، وهنا في هذه الآيات ردّ على بني إسرائيل الّذين كانوا يحاولون التّشويش على القرآن الكريم.

﴿كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ:

من هو إسرائيل؟

إسرائيل هو سيّدنا يعقوب بن إسحاق، وإسحاق أخو إسماعيل، وإسحاق وإسماعيل ابنَا سيّدنا إبراهيم عليهم السلام، وكلّ الأنبياء جاؤوا من نسل إسحاق حتّى نصل إلى سيّدنا عيسى عليه السلام، باستثناء النّبيّ محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم جاء من نسل إسماعيل عليه السلام.

والصّهاينة سمّوا هذه الدّولة الغاشمة المزعومة (إسرائيل)، وكلمة إسرائيل: تعني: عبد الله المختار، أو عبد الله المصطفى، وهو يعقوب عليه السلام، فاستغلّوا الاسم الدّينيّ لنبيّ من الأنبياء ليقوموا بكلّ جرائمهم ومخازيهم، كما يستغلّ الإرهابيّون والمتطرّفون اسم الإسلام ويرتكبون الجرائم متستّرين به، وكذلك الدّولة العنصريّة (إسرائيل)، استغلّت اسم النّبيّ يعقوب عليه السلام وارتكبت أبشع الجرائم، فاحتلّت الأراضي العربيّة، وهجّرت شعب فلسطين من أرضه.. وسيّدنا إسرائيل (يعقوب) بريء من هؤلاء، كما أنّ الإسلام بريء من الإرهابيّين والمتطرّفين والقَتَلة والمجرمين.

كُلُّ: مبتدأ

الطَّعامِ: مضاف إليه

كانَ حِلًّا: كان واسمها ضمير مستتر حلا خبرها «لِبَنِي» اسم مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وهو مضاف «إِسْرائِيلَ» مضاف إليه مجرور بالفتحة للعلمية والعجمة

إِلَّا: أداة استثناء

ما: اسم موصول في محل نصب على الاستثناء من اسم كان المقدر

جملة «حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ» صلة الموصول

مِنْ قَبْلِ: متعلقان بحرم

أَنْ تُنَزَّلَ: أن ناصبة تنزل مضارع مبني للمجهول

التَّوْراةُ: نائب فاعل والمصدر المؤول في محل جر بالإضافة

«قُلْ» الجملة مستأنفة

فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ: الفاء لفصيحة أي إن كنتم متيقنين مما تقولون فأتوا والجملة مقول القول

فَاتْلُوها: عطف على فأتوا «إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ» إن شرطية جازمة وكنتم كان واسمها صادقين خبرها.

والفعل كان في محل جزم فعل الشرط، وجوابه محذوف دل عليه ما قبله.

الطَّعامِ: المراد به هنا المطعومات كلها، ويكثر استعماله في البرّ وفي الخبز.

حِلًّا: حلالاً.

إِسْرائِيلَ: لقب يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، ومعناه: الأمير المجاهد مع الله، ثم أطلق على جميع ذريته

فالمراد الآن شعب إسرائيل لا يعقوب نفسه.

مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْراةُ: على موسى، وذلك بعد إبراهيم، ولم تكن المطعومات على عهده حراماً كما زعموا.