﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ﴾: تشبيه حالةٍ بحالة، كما طلب المؤمنون منك الغنائم وبعد ذلك امتثلوا لأمر الله سبحانه وتعالى، كما أخرجك ربّك يوم بدر.
﴿وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ﴾: هذه ليست كراهيةً أو معصيةً لأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإنّما هي حيثيّةٌ بشريّةٌ؛ لأنّ عدد المسلمين قليلٌ جدّاً، فنحن نعلم جميعاً أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أُخرج من مكّة هو وأصحابه وتمّ الاستيلاء على أموالهم وبيوتهم وأملاكهم وهُجّروا من مكّة، وعندما علم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بمرور قافلة قريش قام يدعو النّاس ويستشيرهم، وقد وعدهم المولى سبحانه وتعالى إمّا العير وإمّا النّفير؛ والمعنى إمّا أن يحصلوا على حقّهم وأموالهم الموجودة في قافلة أبي سفيان، أو أنّهم سيلاقون قريشاً بعدّتها وعددها وقوّتها، وقد كان فريقٌ من المؤمنين كارهين للخروج؛ لأنّهم قاسوها بمقاييس بشريّةٍ، فعددهم قليلٌ ما يُقارب الثّلاثمئة بينما المشركون كُثُر، أكثر من ألف مقاتل، إذاً الموازنة والمقارنة البشريّة هنا هي مقارنة كراهية فكلّ مقاتل من صفّ سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم سيقاتل ثلاثةً من صفوف قريش في معركة بدر، فهذا أمرٌ طبيعيٌّ أن يكره النّاس القتال.