الآية رقم (14) - كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ

﴿رَانَ﴾: الرّان: صدأٌ على القلوب، تكالبت المعاصي والذّنوب على القلوب فأعمتها، وعلى البصائر فطمستها، فصارت لا تعرف معروفاً ولا تُنكر مُنكراً، وهذه الحالة صوّرها النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم في بعض الأحاديث، فعن سيّدنا حُذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُوداً عُوداً، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ؛ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادّاً كَالْكُوزِ مُجَخِّياً لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفاً وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَراً إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ»([1]).

 


([1]) صحيح مسلم: كتاب الإيمان، باب بيان أنّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً، الحديث رقم (144). أَسْوَدُ مُرْبَادّاً: شِدَّةُ البَيَاضِ فِي سَوَادٍ، الكُوزُ مُجَخِّياً: مَنْكُوساً.

كَلَّا: حرف ردع وزجر

بَلْ: حرف انتقال وإضراب

رانَ: ماض مبني على الفتح

عَلى قُلُوبِهِمْ: متعلقان بالفعل

ما: فاعل ران والجملة مستأنفة لا محل لها

كانُوا: ماض ناقص والواو اسمه

يَكْسِبُونَ: مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة خبر كان وجملة كانوا.. صلة ما.

﴿رَانَ﴾: الرّان: صدأٌ على القلوب