انظروا كيف حرّفوا القرآن الكريم وحرّفوا الحديث النّبويّ الشّريف، لذلك قبل أن نهاجم الحديث وسنّة النّبيّ : ونهاجم الدّين يجب علينا معرفة التّفسير الصّحيح والحقيقيّ، أوّلاً نذكر السّورة الّتي ذُكر فيها التّواصي بالحقّ والتّواصي بالصّبر، ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر]، فنجد أنّه يشمل كلّ النّاس، والوصيّة هي شيءٌ يُعطى كالهديّة، ومعنى قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «من رأى منكم منكراً فليغيّره بيده» أي إن كان لك سلطة المغيِّر على المغيَّر فتستطيع أن تغيّره بيدك، مثال: إن كنت أباً ورأيت ابنك يدخّن السّجائر فتستطيع وقتها أن تغيّر المنكر بيدك، أمّا إن لم يكن لك سلطة فالقضاء والقانون هو الّذي يمنع ويزجر ويردع، فلا يستطيع أيّ إنسانٍ أن يأتي ويقول: أنا سأغيّر المنكر، فإن وجد دكّاناً فيه منكرٌ حطّمه، والدّليل على ذلك بأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «فإن لم يستطع فبلسانه» أي بالكلمة الطّيّبة، وحتّى إن وجد أنّ الكلمة قد تؤذي وتنفّر: «فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» أي أن ينكر الإنسان هذا الأمر بأنّه منكر ولا يقرّه، انظر لأدب الإسلام، ففي الإسلام تُحاسب على الكلمة، ولا تستطيع أن تعالج الخطأ بخطأ، فإن أردت أن تقدّم النّصيحة فقدّمها بقالب الهديّة كما قال سبحانه وتعالى: ﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ [النّحل]، وهذا إن كان يحقّ لك أن تتكلّم، أمّا إن كان لا يحقّ لك الكلام فبقلبك، أمّا التّغيير باليد أي القوّة فالمقصود بها القانون والقضاء والسّلطات المختصّة، أو الأب والأمّ على أولادهما إذا رأوا منهم أمراً منكراً يستطيعون تغييره بهذه الطّريقة.