والمراد تقليل مدّة الدّنيا، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِين * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَل الْعَادِّين * قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [المؤمنون].
ونختم هذه السّورة العظيمة بمثالٍ: إذا سألت أيّ أحدٍ الآن بلغ من العمر ستّين عاماً أو سبعين أو ثمانين.. عن أعوامه الّتي مرّت؟ فسيجيب: مرّت كعشيّةٍ أو ضحاها، ونحن لا نتكلّم عن القبر وعذابه وما يجري و… إلخ، فهي قضيّةٌ مشهديّةٌ نشهدها جميعاً، إلّا أنّنا جميعاً عندما نذكر السّنوات الّتي مرّت من أعمارنا نراها كعشيّةٍ أو ضحاها.
﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا﴾: عند قيام السّاعة كأنّهم لم يلبثوا في هذه الحياة إلّا عشيّةً أو ضحاها، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ﴾ [الأحقاف: من الآية 35].